فتحها. واستبسل الصيداويون وعرضوا أنفسهم للهلاك مرات في حصار الإسكندر صور، وعمل الإسكندر سدا وبدونه كان يتعذر الدنو من البلد لبعدها عن اليابسة، وبعث السامريون له بثمانية آلاف رجل نجدة، وأبى اليهود الخضوع له بادئ بدء. وفي سنة ٣٥١ ق. م. خربت صيدا عقيب انتقاضها على ملك فارس وقتل وحرق فيها أربعون ألف نسمة.
ولما انخذل دارا في وقعة ايسوس على خليج الإسكندرونة إلى الشمال منها، وقع الرعب في قلوب الفينيقيين والسوريين فدان أكثرهم للإسكندر طائعين، ولما وصل إلى جبيل تلقاه أهلها بالبشر والحفاوة. وكان الإسكندر قد أرسل برمنيون إلى دمشق ليستحوذ على خزائن دارا التي أرسلها إليها لما سار إلى قيليقية لحرب الإسكندر فاستولى عليها وكان فيها من الذهب والفضة والآنية والحلي والحلل الثمينة ما لا يعد ولا يوصف، فضلا عما كان لبعض أعيان الفرس في دمشق من المتاع والأموال. وخربت الديار التي استولى عليها الإسكندر بأيدي الفرس، وكان من عادتهم أن يحرقوا المدن والقرى قبل أن تسقط في أيدي عدوهم.
[دولة السلاقسة وملك الأرمن:]
ولما هلك الإسكندر اقتسم المملكة قواده الأربعة المعروفون بالسلاقسة فكانت الشام من حصة سلوقس. وكان من أشهر مدن مملكته إنطاكية التي جعلها عاصمته وسلوقية السويدية وأفامية قلعة المضيق واللاذقية. واستولى بطليموس والي مصر من دولة البطالسة على أرض اليهودية وفينيقية وجزيرة قبرس والمدن الساحلية من الشام. وفتح انتيغونس من خلفاء الإسكندر صور ويافا وغزة، ولم يفتح صور إلا بعد حصارها خمسة عشر شهرا. تعاصت عليه مع أنه لم يكن مضى على فتحها سوى تسع عشرة سنة، فأعادها أهلها إلى حصانتها الأولى وعادت قطب التجارة في الشرق والغرب. وجدَّ بطليموس في صنع أسطول له في جبيل وطرابلس. وجرت وقعة مهمة بين بطليموس وسلوقس وبين ديمتريوس انجلت عن خمسة آلاف قتيل وثمانية آلاف أسير من جيش ديمتريوس، ولما رأى بطليموس أن ليس