الغربي، وجيوش الحلفاء من الإنكليز والفرنسيين والعرب من الجنوب والغرب. وكانت على اعتزالها وراء حدودها الطبيعية مطمح الطامحين، وطعمة الطامعين، لم تدفع عنها حصونها التي فصلتها عن الحجاز بصحار مقفرة، وحرار معطشة، وعن العراق بنهر عظيم وبادية قاحلة، وعن أسيا الصغرى بجبال عالية، وعن مصر وعن برّ إفريقية برمال محرقة. وداست تربتها الجميلة سنابك خيل الفاتحين، وعبثت بجميل محياها سهام النوائب، وأوردتها موارد العذاب الهون، ولم تأمن عادية العادين، على ما فيها من الجبال الشم، ومضايق تضل فيها العصم.
[مدن الشام وقراه:]
في الشام مدن كثيرة منها ما دثر وانحط بعد أن كان له شأن مهم في الأزمان الغابرة، مثل قيسارية والمعرة وأنطاكية وقنسرين وأفامية وجرش والبتراء وبصرى وصيدا وصور وتدمر وبعلبك وجبيل وسبسطية وأم قيس وصرخد والسويداء وشهبة وعرقا وعمّان وبانياس في الحولة وعسقلان، ومنها ما ثبت على صدمات الأيام والليالي وكان له من موقعه وملاءمة الطبيعة له ما أبقى عليه، كأن يكون وسط ريف خصيب، وماء دافق، كدمشق وحمص وحماة وطرابلس. ودمشق أهم مدن الشام وعاصمته في الإسلام وعلى عهد السريان،
وكانت إنطاكية عاصمته على عهد الروم والرومان. وتجيء بالعظم بعد دمشق مدينة حلب ثم بيروت ثم القدس وسكان دمشق نحو أربعمائة ألف، ومثلهم سكان حلب، وبيروت نحو ثلاثمائة ألف، والقدس أقل من ذلك. وفي الشام عدة مدن تزيد على خمسين ألف نسمة، مثل يافا وحيفا وحماة وحمص ودير الزور، وفيها عدة مدن تختلف بين العشرين والأربعين ألف نسمة، مثل اللاذقية. غزة. صفد. زحلة. صيدا. إدلب. إنطاكية. وعشرات من القرى هي أشبه بمدن أو مدن أشبه بقرى تكون نفوسها بين العشرة آلاف والعشرين الفاً مثل صيدا والخليل والرملة واللدّ والناصرة وطبرية والدامور وبعلبك وحاصبيا وراشيا والصلت ودومة وداريا وجوبر ويبرود ودير عطية وحارم وإدلب وسلمية والشويفات