بن الحارث بن هشام المخزومي. وقال عثمان: إن اختلفتم في كلمة فاكتبوها بلسان قريش فإنما نزل القرآن بلسانهم.
فتح العرب الشام ولم يحملوا إليه غير دين يبعد عن الشرك وعبادة الأصنام، وغير بلاغة الشعر والخطب المغروسة في طباعهم، وفطر سليمة جبلت عليها نفوسهم، فاقتبسوا في الحال مدنية من نزلوا عليهم وتمثلوها وهضموها في أقصر مدة، وأتوا بعدها بأمور جديدة، على ما قاموا بمثل ذلك في بغداد ومصر وفارس والأندلس وغيرها. ولقد أظهروا وهم في أوج عزهم من التسامح مع السكان ما دهش له المخالفون واستغربه الموافقون، ولا غرو إذا فتحوا صدورهم لتعلم العلوم بعد أن ثبت أن الرسول عليه السلام أمر زيد ابن ثابت أن يتعلم كتاب اليهود أي يتعلم لغة غير لغة العرب.
[العلم والأدب في القرن الأول:]
من شعراء الأمويين جرير والفرزدق وكانت للأخطل الشاعر صحبة بيزيد ابن معاوية مدحه وهجا الأنصار، وما فيهم بيت إلا ويقول الشعر ولم يمسه أحد بسوء، وكان خلفاء الشام يقربونه على حين كان أهل نحلته يتبرمون بسلاطة لسانه، حتى إن الأسقف حبسه مرة في الكنيسة بدمشق لشتمه أعراض الناس، واسترساله في هجومهم، هذا والملوك تهابه، والخلفاء تكرمه، وذكره في الناس عظيم. ومنهم مسكين الدرامي والراعي والراجز العجلي والأحوص وعدّي بن الرقاع القضاعي وعلقمة بن عبدة وجناح بن روح والربيع بن مطر التميمي وحكيم بن عباس بن الأعور الكلبي والحسين بن عبيد الكلابي وأنيف العذري وأسباط بن واصل الشيباني صديق الخليفة يزيد بن الوليد وجواس ابن القعطل الكلبي وعثمان بن الوليد القرشي. وكان معاوية ومن خلفه من خلفاء بنب أُمية وبني مروان يفضلون عليهم، ومن شعرائهم نابغة بني شيبان كان يفد على المروانيين فيجزلون عطاءه، وكان الأمويون يرسلون لأبي العباس الأعمى أحد شعرائهم بعطائه إلى مكة، وغالوا في الحرص على إكرام الشعراء ما خلا عمر بن عبد العزيز فإنه كان يقصي الشعراء عن حضرته لارتكابهم المطاعن والتشبيب في أشعارهم، ولكنه كان رضي عنه يفضل