للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

غير الدم الآري الأوربي أي إن الحثيين من أصل غير سامي ولم تنتشر لغتهم كما قال حتى بين العامة ولم يتوفق البحاثون إلى حل رموزها حتى الآن. فاللغة البابلية كانت منتشرة في الشام منذ زهاء ثلاثة آلاف سنة قبل المسيح، ثم تغلبت الكنعانية التي تشمل العبرانية

والفينيقية، ثم تغلبت الآرامية على الكنعانية وهما متشابهتان. ولما صار الأمر إلى الفرس بعد البابليين في الشام بقيت اللغة الآرامية اللغة الرسمية.

وفي دولة الروم السلوقية بث خلفاء الإسكندر المدنية اليونانية في سكان سواحل البحر المتوسط، وكانت مع هذا إلى ضعف ولا سيما في لبنان إذ دام أهله على استعمال الآرامية ممزوجة باللغة الفينيقية، وكانت اليونانية اللغة الرسمية ولغة العلماء على عهد الروم والرومان أيضا منتشرة في كثير من الأرجاء. وكانت مدرسة الفقه في بيروت تدرس باللاتينية مدة أربعة قرون. ولكن اليونانية على تأصلها بالنسبة للاتينية لم تشع في العامة. ولما استولى الإيطوريون على لبنان لم يغيروا شيئا من لغته ولا شك في أن لغتهم كانت العربية الآرامية. أما النبط وهم من أقارب الإيطوريين وجيرتهم فإن لغتهم لم تكن سوى لهجة آرامية.

وذكر أحد الباحثين أن الرومان لما جاءوا الشام واستعمروه انتشرت اللغة اليونانية في المراكز الكبرى حتى نسي كثيرون اللغة الفينيقية واللغة الآرامية ولا سيما في طبقة الأشراف وأصحاب الثروة، وبقيت اللغة اللاتينية لغة الحكومة، وحافظ العامة على اللغة الفينيقية والسريانية، وكان الفقهاء يكتبون باللاتينية لغة الفقه والقضاء، والأدباء والفلاسفة باليونانية، وهي اللهجة العامة في الشرق، واللغة الآرامية هي اللغة الرسمية في دولة تدمر. وظل الشاميون يتكلمون اليونانية على عهد انتشار النصرانية وكذلك عمال الحكومة ورجال القضاء، وكان الآراميون أو الأنباط، كما كان يسميهم العرب، في كل محل ما عدا المدن التي كانت مزيجا من عناصر مختلفة.

[تنازع السريانية مع العربية:]

كانت السريانية لغة عامة في الشام لم تدثر إلا بتملك الرومان على

<<  <  ج: ص:  >  >>