قوية لا تفنى من جلد ركبتيه وغيرهما من أعضائه التي تحتك بالأرض بينما يكون الجمل جالساً.
[الصناعات الزراعية في الشام:]
ليس في الشام اليوم معامل عظيمة المصنوعات الزراعية كما في أوربا، لكن لبعض هذه المصنوعات وإن كانت تصنع على الطرائق القديمة شأناً كبيراً في الحياة الاقتصادية. وأهم هذه المصنوعات قمر الدين والنَقوع والزبيب والدبس والصابون والزيت والسمن والعرق والخمر والجبن والطحين والنشاء.
قمر الدين: يصنع أشهر قمر الدين في الغوطة والمرج وقليلاً في وادي العجم والزبداني وبعلبك وفي كل مكان فيه مقدار من شجر المشمش ويلزم أربعة أرطال إلى أربعة ونصف من المشمش للحصول على رطل من قمر الدين، وهو يصنع من المشمش الكلابي ويندر صنعه من المشمش البلدي، واشتهر منه في دمشق ما يرد من قريتي زملكا وعربيل من قرى الغوطة، وليس صنعه أمراً عسراً
فالمشمش يسحق بالأيدي في غربال موضوع فوق بناء يسمى تيغاراً مفروشة أرضه بالأسمنت ثم يفرغ العصير بكيلة من خشب ويفرش بمهارة على لوح من خشب بعد أن يطلى اللوح بقليل من الزيت، وبعدها يوضع اللوح في الشمس يوماً ونصف يوم فيجف العصير ويصير شرائح وزن كل منها رطل تقريباً وهي لفات قمر الدين المعروفة.
ومعظم القمر الدين المعروفة الذي يصنع حوالي دمشق يشحن اليوم إلى مصر وشمال الشام، ويقدر ما يصنع منه سنوياً بنحو ٤٠. ٠٠٠ قنطار دمشقي وهو المقدار المتوسط، يساوي القنطار الدمشقي ٢٥٦ كيلو غرام.
النقوع: هي ثمار المشمش المجففة وتسمى بالعربية المُفَلّق، تصنع من المشمش البلدي وذلك بأن يوضع المشمش في الشمس على مسطح من القش مدة أربعة أيام، ثم تكبش الثما بين الكفين وتترك يومين آخرين، ثم ترقق أطرافها بالأصابع ثم تترك يومين أو أكثر فتجف، ويلزم خمسة أرطال من المشمش للحصول على رطل من النقوع، ويدل إحصاء المكس في بيروت على أنه صدر منها وحدها سنة، ١٩١١ ٦٨٠. ٠٠٠ كيلو غرام من النقوع ومليون ونيف كيلو غرام