ومعجم الطبراني وضم إلى هذا القدر ألف جزء من الأجزاء الحديثة. هذا أقل درجاته فإذا سمع ما ذكر وكتب الطباق ودار على الشيوخ وتكلم في العلل والوفيات والمسانيد كان في أول درجات المحدثين.
وممن كان في الشام الإمام محمد بن الحسن صاحب أبي حنيفة كان من أهل حرستا من غوطة دمشق. وعثمان بن خُرَّزاذ الإنطاكي المحدث. وأبو الحسن محمد الغساني الصيداوي المعروف بابن جميع الحافظ المحدث وأبو عبد الله محمد بن علي الصوري الحافظ. وأحمد بن الخليل الحلبي المحدث وأحمد ابن المسيب الحلبي المحدث وعبد الله بن إسحاق الصُّفَّري المحدث ومؤمل الرملي وأبو توبة الربيع بن نافع ويزيد بن خالد الرملي روى عن الليث بن سعد والمفضل ابن فضالة وروى عنه أبو العباس محمد بن الحسن بن قتيبة العسقلاني وأبو زرعة الرازي وموسى بن سهل الرملي ٢٦٢ وعبد الله بن محمد بن نصر بن طويط ويقال طويث أبو الفضل الزاز الرملي الحافظ. سمع في دمشق هشام بن عمار ودُحيماً وهشام بن خالد بن أحمد بن ذكوان، ووارث بن الفضل العسقلاني، ونوح بن أبي حبيب القُومَسي.
ومن شعراء هذا القرن البطين الشلعر الحمصي وعبد السلام بن رغبان المعروف بديك الجن من شعراء بني العباس وأصله من سَلَمْيَة وإدريس بن يزيد النابلسي الأديب الشاعر وأدهم بن محرز والعتابيّ وأبو تمام. واشتهر في هذا القرن بالهندسة أبو بكر البناء المهندس الذي بنى لابن طولون ميناء عكا.
[الأدب في القرن الرابع ونهضته على عهد سيف]
[الدولة وأبي العلاء المعري:]
قل في القرن الثالث في الشام الشعراء والأدباء، ولم ينبغ فيه إلا رجال في الحديث، والمغازي والفقه، فطلع القرن الرابع وقد ظهر فيه الأدب العربي في مظهر عظيم لم يسبق له عهد بمثله، ولا جاء في القرون التالية شبه له ونظير، اللهم إلا إذا كان على عهد الأمويين، ولم تبلغنا جميع أخبار شعراء سيف الدولة بن حمدان في حلب، وقد قصده نوابغ الشعراء والأدباء، قال الصفدي وكانوا يسمون عصر سيف الدولة الطراز المذهب لأن الفضلاء الذين كانوا عنده والشعراء الذين من حوله لم يأت بعدهم مثلهم.