الميلاد لما كف فراعنة مصر عنهم. ولكن حدث في حدود سنة ١٢١٠ ق. م. أن أقلع من عسقلان أسطول فلسطيني ولقي أسطول صيدا فدمره فانتقلت العظمة إلى صور. ولما ملكها حيرام الأول من سنة ٩٨٠ - ٩٤٦ ق. م. عقد مع داود وسليمان علاقات عادت على مملكته بالثروة والرخاء.
قال: ثم ظهر الآشوريين على الفينيقيين ورضيت صور بدفع الجزية لهم، ثم قام ملكها إيلولي من سنة ٧٢٨ إلى سنة ٦٩٢ فحارب شلمناصر الثاني وسرجون وسنحاريب حروبا انتهت بهلاكه وانقراض دولته، فتبعث فينيقية الآشوريين، ولما سقطت نينوى عاد إليها استقلالها ففازت من دفاع بخت نصر بمعاونة الفراعنة الصاويين، واحتملت الحصار ثلاث عشرة سنة وحدثت في فينيقية ثورات في أوقات مختلفة فقمعت وفي سنة ٥٥٧ أعيدت للكلدانيين، ولما خربت بابل سنة ٥٣٨ دخلت صور في قبضة الفرس من غير حرب ولا قتال. ومن أهم الأسباب التي حالت دون الفينيقيين وتأسيس مملكة ضخمة مؤلفة أولا من جميع أصقاع الشام ثم من الأقطار المجاورة صعوبة التوغل في الديار الشامية لما فيها من العقاب والشعاب، وهم في قلة وغيرهم في كثرة، فصرفوا نظرهم إلى البحار وكانوا أعظم تجار وسفار.
[حروب الفرس والإسكندر:]
تخلصت الشام من عوامل كثيرة كانت تتنازعها، منها ما هو داخلي كالفتن الأهلية
والحروب الداخلية. ومنها ما هو خارجي كأن يحكمها المصريون تارة والآشوريون أو البابليون أخرى، ولما تراجعت هذه الأمم قامت دولة الفرس فاستولت على الشام وكانت دمشق وحماة وإرفاد أهم مدنها. ولما فتحها تغلت فلاسر سنة ٧٣٣ ق. م. عاد الفرس ففتحوها على عهد كسرى.
وعلى عهد دارا من ملوك الفرس جعلت صيدا عاصمة القطر وما برح في قبضة الفرس إلى سنة ٣٣٣ وقد اجتاز به الإسكندر المكدوني بعد أن قرض مملكة فارس وأباد بين الإسكندرية وجبال اللكام امانوس جيش دارا ملك الفرس وأخرب مدينة صور بعد أن حاصرها سبعة أشهر ٣٣٢. وكان بخت نصر حاصرها ثلاث عشرة سنة ٥٨٦ - ٥٧٣ ولم يستطع