للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والحيس تمر يخلط بالسمن والأقط فيعجن، فعبدوه دهراً طويلاً ثم أصابتهم مجاعة فأكلوه. ولما مرض عمرو بن لحي وكان يلي أمر الكعبة في الجاهلية قيل له: إن بالبلقاء من الشام حمة إن أتيتها برأت فأتاها فاستحم بها فبرأ ووجد أهلها يعبدون الأصنام فقال: ما هذه؟ فقالوا: نستسقي بها ونستنصر بها على العدو، فسألهم أن يعطوه منها ففعلوا وقدم بها مكة ونصبها حول الكعبة.

[اليهودية:]

يرجع البشر على اختلاف مذاهبهم وأديانهم إلى جد واحد وهو آدم وإلى أبناء سيدنا نوح الذين تناسلوا وتكاثروا وانتشروا على سطح الأرض. ومعلوم أن عرب الجاهلية واليهود هم أبناء سام ولذلك سموا بالساميين واستوطنوا في الأصل الديار الكنعانية المعروفة اليوم بفلسطين ومشوا منها إلى حدود مصر جنوباً وإلى العراق ثم إلى منتصف آسيا شرقاً. والحاميون أبناء حام سكنوا مصر والحبشة وانتشروا

القسم الثالث أي أبناء يافث فهم في القارة الأوربية والأرض التركية.

ولما ظهر الأب الأول سيدنا إبراهيم عليه الصلاة والسلام، ومن بلدته الرها أورفة من ديار الكلدان جاء منقاداً بمشيئة الله إلى الأرض الكنعانية وأقام في بلدة حبرون أي خليل الرحمن رمزاً لمودة الخالق له. وهنا نغضي عن سرد ما أوتي من المعجزات ونغفل أيضاً عن ذكر من جاء بعده من الأباء والأنبياء الكرام وما أوتوا هم أيضاً من المعجزات والكتب المقدسة حافلة بكل ما يراد معرفته بهذا الشأن. ولا نرى بداً من الإشارة فقط إلى أن سيدنا إسماعيل بن الخليل الأكبر قد نزح وأمه هاجر من الأرض الكنعانية إلى شبه

<<  <  ج: ص:  >  >>