للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عباد فوق كامد اللوز في البقاع بين عسكر الجزار وعسكر الشهابين أُمراء لبنان ووادي التيم انكسر فيها عسكر الجزار كسرة عظيمة. ووقع بين عسكر الجزار والهوارة والدروز في جب جينين قتال انكسر فيه عسكر الأمير وقتل منه مقتلة عظيمة، ثم جمع الأمير يوسف عسكر لبنان وأرسلهم مع سليمان باشا والهوارة إلى عين دارة، فالتقوا بعسكر الجزار في قب الياس فانكسر أيضاً عسكر الأمير يوسف وحدثت عدة وقائع بين عسكر الأمير في جزين وعسكر الجزار في جباع كسر فيها عسكر الأمير يوسف. وكان عسكر الزعفرنجي يعيث خلال ذلك في مرج الغوطة، فيهلك الفلاحين ولا إهلاك الأوبئة ويرعى رجاله الزروع ولا أكل الجراد.

[عهد سليم الثالث وفتن وكوائن:]

هلك السلطان عبد الحميد الأول سنة ١٢٠٣ وخلفه السلطان سليم الثالث وكانت

أيامه كلها غوائل وفتناً: استقلت فيها القريم وأصبحت روسيا بما أخذته من أملاك الدولة على البحر الأسود دولة بحرية مهمة، وقبل بمعاهدة كوجك قينارجه ١١٨٨ مع روسيا وبها انحط مقام الدولة، وحارب روسيا مرتين. وقال مترجموه من الترك: إنه كان عادلاً حليماً تحبه الرعية. ويقول من عاصره: إن عبد الحميد الأول كان أخرق للغاية وإنه كان جاهلاً وليس فيه من الجودة الرأي والحزم والمضاء شيء، ولم يستطع أن يستفيد من الثورة السياسية والدينية التي نشبت في القافقاس، ولم يحسن الانتفاع من أسباب النجاح التي كانت متوقعة من بحريته وجيشه.

وفي سنة ١٢٠٤ وقعت فتنة بين الأمير قاسم الحرفوش وابن عمه جهجاه في سهل أبلح بالبقاع، فدحر قاسم عسكر الأمير بشير الشهابي فشق عليه فأرسل نجدة أخرى للأمير قاسم، فلما علم ذلك جهجاه هرّب سكان بعلبك وأتلف ما فيها ولم ينالوا من جهجاه، ثم استُصرخ الجزار فأمر بأن يمد بجيش فأرسل معه عسكر المغاربة والدولة ومشايخ الدروز فانتشبت الحرب بينهم وبين جهجاه فاندحروا وقلق الناس، ورحل كثير من السكان من تلك

<<  <  ج: ص:  >  >>