للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

١٩٢٠ ونشبت الفتنة في القدس سفكت فيها الدماء ونهبت مخازن اليهود ولولا مهارة الإدارة البريطانية لامتد لهيب العداء إلى سائر مدن فلسطين لما ملئت به النفوس من الغيظ من الصهيونية والصهيونيين.

[تقسيم الشام وخرابها واستقلال لبنان والعلويين]

[ومجلس فلسطين ودولة شرقي الأردن ودولة جبل]

[الدروز:]

وفي أول أيلول ١٩٢٠ أعلن استقلال لبنان في حرج بيروت بحضور الجنرال غورو، وأضيف إلى لبنان الأصلي الذي عرف بحدوده بعد سنة الستين جبل عامل ووادي التيم والبقاع وبعلبك وطرابلس وعكار والحصن وصافيتا فاحتج فريق من أهالي بيروت وطرابلس مع بقية البلدان المنضمة من الداخل إلى متصرفية جبل لبنان قائلين إن هذا الضم جرى بدون رضى الأهالي وبغير استفتاء، وإن ذلك

مخالف لتصريحات وزارة الخارجية في فرنسا وبريطانيا القائلة بأن الأقاليم التي انسلخت عن الدولة العثمانية مستقلة وللأهالي الحرية التامة في تقرير مصيرهم وتأسيس حكوماتهم الوطنية، وأن السكان لا يرغمون السكان على قبول نظام معين. وجعل للبنان حاكم فرنسي، لأن فرنسا رأت أن الاختلاف بين طوائفه لا يمكن معه إرضاؤهم كلهم، إذا عين أحد أبناء الطوائف الأخرى حاكماً، فعادت نغمة الطائفية إلى الجبل بصورة أشد مما كانت على عهد الترك، وقسمت مقاعد الحكم على الطوائف، وأقيم للبنان الذي دعي لبنان الكبير مجلس نيابي تنفذ المفوضية العليا للجمهورية الفرنسية في سوريا ولبنان ما تراه صالحاً من مقرراته، وقسم لبنان إلى ألوية وأقضية يدير شؤونها موظفون وطنيون، ويدير الحكومة المركزية في بيروت عدة مديرين أو وكلاء أو وزراء يتقلد زمامها الوطنيون، ولكل مدير منهم مستشار فرنسي. وتمت للموارنة في لبنان أمنيتهم التي طالما نشدوها من حكم فرنسا لهم، ونجت الشام من تهديد بطريركهم وكانت انتدبته طائفته إلى مؤتمر الصلح لينظر في استقلال لبنان، فقال وقد هدد بأن لبنان يبقى محصوراً في حدوده القديمة إذا أصر على الرفض: إننا نفضل الموت جوعاً في ظل صخورنا على أن نكون تابعين لدمشق! واقتطعت جبال النصيرية وأصبح يقال لها أرض العلويين جعلت حاضرتها

<<  <  ج: ص:  >  >>