الشركس. وسكان العمق أكراد. وفي قضاء الباب قليل من التركمان والأتراك والأكراد والشركس. وأهل قضاء منبج شركس وفيهم عرب، وتغلب التركية على أهل عمل الإسكندرونة. ومن أهل إنطاكية من يتكلم بالتركية ومنهم من يتكلم بالعربية. فيصح أن يقال فيهم: إن تركيهم تعرب وعربيهم تترك. وبعض أهالي قضاء بيلان بغراس يتكلمون بالتركية وكذلك ناحية أردو، والعربية غالبة عليهم، يتكلم نحو نصف سكان مدينة إنطاكية بالتركية ولكن أصولهم عربية على الأكثر وثمانون في المائة من أهل عملها هم عرب لسانا وجنسا، وهكذا يقال
في بيلان وكليس وأردو، ولا يمكن أن نثبت بإحصاء صحيح أن الأتراك يؤلفون في الشام كتلة واحدة ووسطا واحدا كما أن التركمان والشراكسة والطاغستان والششن والبشناق والأكراد والمغاربة لم يؤلفوا شيئا من ذلك، وتراهم يتمازجون كلهم بالبوتقة العربية ويندمجون في العرب. شأن سكان فرنسا وألمانيا وإيطاليا وغيرها من الممالك التي كانت جامعتها لسانها، ولا يزالون في الحدود وأواسط القطر يتكلمون بغير لغة الدولة التي يظلهم علمها.
[السواد الأعظم والعربية:]
ليست العبرة ببقعة مخصوصة وإنما هي بمجموع القطر الذي يراد أن تعزى إليه جنسية أو قومية معروفة وإلا فقد لزم من ذلك أن تعد ولاية أذنة اليوم أو جزء عظيم منها عربية لأن نحو مائة ألف من سكانها عرب بأصولهم، ولسانهم عربي على تأصل الدول التركية والتركمانية في صقعهم، وهم في بعض الأنحاء المتاخمة للشام من جبال اللكام يؤلفون أكثرية السكان. وإذا كان يغلب على بعض سكان الجهة الشمالية من الشام التكلم بلغات متعددة فإن ذلك نتيجة طوارئ تاريخية ودولية، بل نتيجة حكم الغالب على المغلوب وميل هذا إلى التشبه بغالبه. ومن الثابت أن سكان الحدود آخذون أنفسهم بحكم الضرورة بتعلم لغات السكان المجاورين ليتمكنوا من التفاهم وإياهم في المصالح المشتركة المتبادلة ولا سيما الاقتصادي منها كما هو المشاهد في كل مملكة من الممالك. وما الترك في إنطاكية وإسكندرونة إلا مهاجرون