أكثرهم ضعافاً حتى في العلم الذي أخصوا فيه، وكانوا أضعف من ذلك في لغتهم، فلم ينبغ منهم رجال اشتهروا وأفادوا كما نبغ من مدارس الوطنيين النصارى مثل مدرسة عين ورقة الأكليركية التي أُنشئت سنة ١٧٨٩م ونبغ فيها كثير من البطاركة والمطارنة والكهنة من الموارنة في القرن التاسع عشر. قال الدبس: ومن هذه المدرسة خاصة انبعثت علوم اللغتين العربية والسريانية بين النصارى الشام وغيرها من العلوم والفنون، ومثل مدرسة كفتين للروم الأرثوذكس، والمدرسة الوطنية في بيروت، والجامعة الأميركانية في بيروت التي علّمت زمناً طويلاً العلوم بالعربية ومنها الطب، فجاء من تلامذتها أفراد خدموا الآداب العربية.
ونشأ في لبنان بطرس البستاني صاحب دائرة المعارف ومحيط المحيط وقطر المحيط وكان يعرف العربية والسريانية والإيطالية واللاتينية والعبرانية واليونانية، ووجد من خديوي مصر إسماعيل وغيره من ملوك المسلمين وأمرائهم تنشيطاً على إتمام عمله، كما نشأ في تلك الحقبة أحمد فارس الشدياق اللغوي المحقق صاحب جريدة الجوائب وكتاب الساق على الساق وكشف المخبا والجاسوس على القاموس وسر الليال وغيرها وكلها مطبوع، ووجد هذا من عزيز مصر وباي تونس وملك باهوبال تنشيطاً كثيراً. وهنا يقضي الواجب أن نشير بالتكريم للأسرة العلوية المصرية أسرة محمد علي الكبير فإن رجالها في كل دور قد تقيّلوا آثار جدهم الأعظم في الأخذ بأيدي المعارف وبر المؤلفين والصحافيين والشعراء فعدموا من دعائم النهضة العربية الأخيرة والعاملين على الأخذ بأيدي العاملين فيها.
[العلوم والآداب في أواخر القرن الثالث عشر وأوائل]
[الرابع عشر:]
ومن علماء القرن الأخير والذي بعده في دمشق سليم العطار محدث فقيه محمود الحمزاوي فقيه أديب له مصنفات. بكري العطار إمام العربية ولا سيما النحو والتصريف ثم الفقه والحديث. حسن البيطار فقيه متفنن. محمد الطنطاوي عالم بالعربية والأصول والفقه والفلك والميقات. حسن الشطي فقيه. محمد الجوخدار فقيه. عبد الله الحلبي فقيه أصولي. أحمد الحلواني شيخ القراء. محمد الخاني متصوف فقيه. عمر العطار فقيه عالم بالعربية. عبد الرحمن الطيبي فقيه. محمد المرعشلي أديب وفقيه. عبد الرحمن البوسنوي عالم بالعربية.