أما اليهود فقد زالت آثارهم واندرست مدنيتهم الساذجة. فمطالبتهم بالرجوع إلى هذه الديار متعذرة كل التعذر.
١ً لدثور قوميتهم.
٢ً لتشتيت نزعاتهم وعاداتهم.
٣ً اليهود يجمعهم الدين وتفرقهم الأمم، دينهم واحد وهم أمم شتى.
٤ً لا تجمعهم وحدة ولا يسيرون في منهج.
٥ً الأرض يمتلكها أصحابها وهم جزء من محيط عربي عظيم.
فاليهود وإن تقدموا قليلاً لا إخال نجاحهم إلا مؤقتاً ولو ساعدتهم بريطانيا ودول الغرب والفشل عاقبة كل حركة ليست طبيعية ودافعها غير عقيدة صادقة، أما أعمال اليهود خارج فلسطين بعد الحرب فإنهم انصرفوا لإقناع أوربا بأن العرب راضون عنهم وعقدوا بعض مؤتمرات وعدّلوا بعض خططهم وجمعوا أموالاً جمة وتوددوا إلى جيرانهم وطاف دعاتهم الأقطار التي يسكنها اليهود واكتفوا بحصر قواهم العملية داخل فلسطين ومراقبة الحركات السياسية الدولية العالمية اه.
[حوادث وغوائل:]
في نيسان ١٩٢٥ خطب اللورد اللنبي المعتمد البريطاني في مصر في حفلة مقابر
الحرب البريطانية في غزة خطبة ذكر فيها السامعين بأن هذه البقعة جرت عليها معارك حربية قديمة وحديثة وأثنى على الأبطال البريطانيين الذين قادوا بأرواحهم فطردوا الأتراك في محاولاتهم الثلاث. وقد ذكر بعضهم أن قتلى البريطانيين في البقعة التي حارب بها شمشون في غزة خمسة آلاف جندي.
وفي هذا الشهر وقعت فتنة بين أهالي قرية العاليات من عمل حمص بعضهم مع بعض وبينهم وبين الحكومة انتهت بقتل أربعين نفساً وثمانية وأربعين جريحاً ويقال: إن خمس أسر فنيت على بكرة أبيها والسبب في ذلك أن رجلاً من العلويين اسمه شعبان من أهل وادي البرغل من عمل اللاذقية قام منذ السنة الماضية