أصحابه فناهضه فأسره. وروى الطبري: أن سبب خروج المبرقع على السلطان أن بعض الجند أراد النزول في داره وهو غائب عنها وفيها إما زوجته وإما أخته، فمانعته ذلك فضربها بسوط أصاب ذراعها فأثر فيها، فلما رجع أبو حرب إلى منزله بكت وشكت إليه ما فعل بها وأرته الأثر الذي بذراعها من ضربه، فأخذ أبو حرب سيفه ومشى إلى الجندي وهو غارٌّ فضربه حتى قتله، ثم هرب وألبس وجهه برقعاً كي لا يعرف، فصار إلى جبل من جبال الأردن، ولما كثرت غاشيته من الحراثين استجاب له جماعة من رؤساء اليمانية وأرباب البيوت منهم. وروى أيضا أن خروجه كان في سنة ٢٢٦ بالرملة وصار في خمسين ألفا من أهل اليمن وغيرهم، وأن القائد العباسي قاتله بالرملة فقتل من أصحابه في وقعتين خمسة وعشرون ألفاً حتى أسر.
[فتن أهلية وعصبيات حمصية ولبنانية ودمشقية]
[وفلسطينية ومعرية:]
في سنة ٢٣١ جرى بين الأمير هانيء والمردة حروب في جبل لبنان، انتصر عليهم ولقب بالغضنفر أبي الأهوال، وبلغ خبره خاقان التركي خادم الرشيد، فكتب كتابا يشكره على ما فعل ويحثه على الحرب، ويخبره أنه بلغ حسن سلوكه إلى مسامع الخليفة. ومن أهم الأحداث في سنة ٢٤٠ وثوب أهل حمص بعاملهم، فوجه المتوكل محمد بن عبدويه عاملا عليهم، فسكنهم وأقام بديارهم عدة شهور، ثم وثبوا فشغبوا عليه، فسكنهم ومكر بهم وأخذ جماعة منهم، فحملوا إلى باب المتوكل ثم ردوا إليه فضربهم بالسياط حتى ماتوا، وصلبهم على أبواب منازلهم، وتتبع رجال الفتنة فأفناهم.
ووثب أهل دمشق بعامل المتوكل سالم بن حامد لظلمه وعسفه فيهم وقتله جماعة من أشرافهم ورؤسائهم، فقتلوه على باب الخضراء. قال ابن عساكر: إن سالما كان سيئ السيرة أذل قوما من أهل دمشق، كان بينه وبينهم طائلة ودماء في أول دولة بني العباس وآخر دولة بني أمية. وكان لبني بيهس ولجماعة من قريش دمشق وسائر العرب من