لها الفخر بأن فيها كل الثمار التي تحصل في ولايات فرنسا. ثم ذكر أن البن الذي يزرع في تهامة اليمن تلائم زراعته أرض الشام، ومناخها يلائم طبائع الثمار كلها فينبت النخل كما ينبت الصنوبر والسرو.
وقال هوار: لئن كان القطن زرع في أوربا فإن ضواحي هاتين المدينتين دمشق وحلب كانت خاصة بزراعة شجيرة القطن، وهذه الحقول البديعة توجب حيرة السياح، والقطن الصغير الطول ينبت في ضواحي دمشق، وكانت عكا واللاذقية وقبرس تعطي صنفاً ثالثاً من القطن، وكانت أرجاء نابلس إلى عهد قريب تصدر من القطن ما قيمته مئات الألوف من الدنانير.
وقال بوست: تقسم فلسطين باعتبار الفلاحة إلى أربعة أقسام: السواحل كساحل غزة ويافا وشارون وهي صالحة لنمو مزروعات المنطقة تحت الحارة، ووادي الأردن العَربَة وهي تناسب مزروعات المنطقة الحارة والجبال وفيها أودية كثيرة مخصبة كمرج ابن عامر يزرعيل، والأودية المجاورة كالناصرة ونابلس والخليل حبرون وهي تناسب مزروعات المنطقة المعتدلة، والسهول الداخلية وهي تناسب في الأكثر الحنطة والشعير والسمسم. قال: ولا شك بأن هذه البلاد كانت ذات أشجار برية وبستانية أكثر مما هي الآن. وكان التراب على جوانب الجبال أكثر مما هو اليوم، وكذلك العيون فإنها كانت أكثر عدداً وماءً فضلاً عن أن مياه الشتاء كانت تجمع في مساقي وصهاريج. وقال ورن: إن فلسطين شرقي الأردن وغربيه كافية لسكنى خمسة عشر مليوناً من الجنس البشري إذا اعتني بها الاعتناء الواجب. قلنا: إذا كانت الشام على هذه الصفة من الخصب والسعة فكيف لا تسع العشرين مليوناً من الناس وكل إقليم من أقاليمها كالبلقاء أو الجولان مثلاً يعد الصالح من تربته أكثر من مملكة من الممالك الصغرى في أوربا، ولكن السر
بالسكان لا بالمكان.
[تقسيم السهول والجبال:]
قسم صاحب كتاب الزراعة العملية الحديثة أقاليم الشام الزراعية إلى خمسة أقاليم يتركب كل منها من عدة مناطق تكاد تكون واحدة في درجة الارتفاع عن سطح البحر وهي: