الناس عنه. ومن العازفين على الكمنجة أوائل هذا القرن شعيا الكمنجاتي وإسحاق عدس ونيقولاكي الحجار. ومن الأحياء سامي الشوا ووالده أنطوان موسيقار أيضاً. والعازفون بالناي المعروف عند العرب بالبراعة كان نابغة فيه أوائل القرن عبده زرزور وكل من في حلب اليوم خريجوه وتلاميذه اه. ومن الموسيقيين الحلبيين أيضاً عبد الكريم بلّة وحبيب العبديني وأحمد مكانس وعمر البطش ومصطفى طمرق توفوا في أوائل هذا القرن.
ولقد بدأت الموسيقى التركية تنازع الموسيقى العربية في أواخر القرن الماضي لأنها خُدمت أكثر من موسيقانا، ثم جاءت الموسيقى الإفرنجية، فأصبحت الموسيقى الشامية مزيجاً لا يقام له وزن، لم يحتفظ بالقديم وهو من روحه وعاداته ولم يحسن اقتباس الجديد لأنه ليس من مصطلحه. ولا يفوتنا القول إن الموسيقى في العصور المتأخرة كان لها في أذكار بعض أرباب الطرق الصوفية مقام رفيع. ومنهم من أتبعها بالصنوج والأوتار، ومنهم من شفعها برقص، وقد قام منهم
مبرزون في صنعتهم، وماتت شهرتهم، يوم سمنت نأمتهم، والموسيقى في الكنائس على اختلاف الطوائف المسيحية وتباين العصور، ما زالت شائعة معتبرة وكم من موسيقار عندهم تقلبت به الحال حتى رقي بفضله إلى أرقى درجات الكهنوت.
[التصوير:]
أخذ الحثيون التصوير على الأغلب كما أخذوا النقش والبناء عن جيرانهم من البابليين والأشوريين، وربما أخذوا عن المصريين أيضاً، لكنهم لم يجودوه كل الإجادة على ما رأينا من تصاويرهم المكتشفة، وخالفنا رأي بعض المشتغلين بآثارهم المعجبين بمدنيتهم، فإن الآثار التي اكتشفت للحثيين في جرابلس تدل على مبلغ تلك الأمة من الإتقان في النقش والتصوير. وقد قال لنا الأستاذ هروزني التشكي وهو أخصائي بآثار الحثيين: إن عادياتهم مما يعجب منه، ولا تقلّ بجمالها عن بقية آثار الأمم الأخرى، وكذلك فعل الكنعانيون والفينيقيون والإسرائيليون، أخذوا عن آشور وبابل ومصر هذا الفن، ولم يعرف أنه كان لهم طرز خاص في التصوير، وكانوا على ما ظهر دون من اقتبسوا عنهم. أما