وفي سنة ٧٦٧ عصا على السلطان نائب دمشق بيدمر واجتمع إليه مقدموا البلدان فأرسل السلطان إليه جيشاً وبعد حصار شهرين تسلم دمشق وقبض على النائب
وقتله. وفي سنة ٧٧١ تشاجر الأمير جبار من آل الفضل ونائب حلب طشتمر المنصوري فخرج هذا بالعساكر الحلبية وقاتل الأمير جبار فقويت العربان على نائب حلب فقتل في المعركة.
[قتل الأشرف شعبان والأحداث بعده:]
وفي سنة ٧٧٨ قتل في القاهرة الأشرف شعبان، قال ابن إياس: وكان من محاسن الزمان في العدل والحلم وكان ملكاً هيناً ليناً محباً للناس منقاداً للشريعة محسناً وكانت الدنيا في أيامه هادئة من الفتن والتجاريد إلى الديار الشامية فساد العرب وساس الناس أحسن سياسة. وتولى الملك بعده ابنه الصالح أمير حاج وله من العمر نحو إحدى عشرة سنة وهذا آخر من تولى السلطنة من ذرية بني قلاوون وبه زال الملك عنهم وقد أقامت السلطنة في قلاوون وذريته مائة سنة وثلاث سنين وأشهراً.
وفي سنة ٧٧٦ خرج نائب حلب إلى سيس وفتحها وكانت في أيدي الأرمن. وفي سنة ٧٧٩ خامر جميع نواب الشام وخرجوا عن الطاعة فساقت مصر تجريدة عليهم. وفي سنة ٧٨٠ خرج نائب الشام بيدمر الخوارزمي عن الطاعة وقصد الهرب إلى التركمان ببركه ورجاله فقبضه عسكر دمشق وسجنوه فأرسل سلطان مصر وأخذه منها وسجنه ثم أطلقه بعد ثلاث سنين وأُعيد إلى منصبه. وفي سنة ٧٨٠ نازل الفرنج طرابلس في عدة مراكب فالتقاهم يلبغا الناصري فهزمهم، ثم أمر العسكر أن يتأخروا فطمع فيهم الفرنج وتبعوهم إلى أن أبعدوا عن البحر فرجع عليهم بالعسكر فهزمهم وقتل منهم جمع كبير وقبض على أكثرهم وأقلع من بقي في المراكب. وثار أقبغا عبد الله ٧٨١ وجماعة معه على نائب دمشق وكان قد تجرد مع نائب حلب في عسكر البلدين بسبب التركمان فوقعت بينهم وبين أقبغا ومن معه وقعة فكسرهم نائب الشام وهرب أقبغا إلى نعير أمير عرب الفضل.
وفي سنة ٧٨٣ نهبت طائفة من التركسان بعد ضياع حلب وعاثوا وأفسدوا وعَين لهم الأتابك برقوق في مصر تجريدة