للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وبواطٍ على غاية من دقة الصنعة والقديم منها يباع الآن بأثمان باهظة، وبيع من مدة من

أحد تجار الآثار القديمة صحنان من النحاس بسبعين ليرة عثمانية ذهباً ويشتري الأوربيون ذلك تقديراً للفن وخدمة للتاريخ، وفي الشام معامل كثيرة لصنع النحاس المنقوش وله رواج عظيم وهو أنواع كثيرة منها ثريات للتعليق في قصور الملوك والعظماء تزين برسوم جميلة، ومنها ما ينار بالكهرباء ومنها ما ينار بالشموع وصحاف كبيرة وصغيرة وما يلزم للاستعمال والزينة في البيوت وهو أنواع. والمعقول أن يدوم تصدير هذه الأنواع وتزداد، لما في نقوشها من الإتقان ودقة الصنعة والاعتدال في الأثمان.

[الزجاجة:]

من أهم الصناعات التي اختصت بها الشام من القديم الزجاجة؛ صناعة الزجاج. وعدها

الثعالبي من خصائص الشام وقال: إنه يضرب به المثل في الرقة والصفاء فيقال أرق من زجاج الشام وقال بعض الحكماء: وارفق بالعدو كما برفق بزجاج الشام، إلى أن تجد الفرصة فإما أن يضربه الحجر فيفضه، وإما أن تضربه بالحجر فترضه وربما كانت تعمل من هذا الزجاج المناظير للعيون قال أحمد بن محمد الدنيسري القاهري المتوفى سنة ٧٩٤.

أتى بعد الصبا شيبي وظهري ... رمي بعد اعتدال باعوجاج

كفى أن كان لي بصر حديد ... وقد صارت عيوني من زجاج

وقد اشتهرت صور منذ القديم بزجاجها، وكان الرمل الذي يعثر عليه في جوارها يزيد الزجاج بهجة ليست له في غيرها من البلدان. وكانت معامل الزجاج في حلب وأرمناز مشهورة تصدر منه إلى العراق ويتباهى به في قصور الخلفاء. واشتهرت معامل الزجاج في عكا إلى القرن الرابع عشر، وعرفت دمشق بزجاجها كما اشتهرت الخليل فكانت الزجاجة من صناعتها وهي مشهورة بعمل المصابيح التي تعمل فيها اشتهارها بأساور النساء. وكان الزجاج معروفاً بالدمشقي يتخذ للزخرفة والزينة ومنه والأكواب والآنية على اختلاف ضروبها ويفهم مما وصفه الشعراء مبلغ تفنن الزجاجين بزجاجهم. واشتهرت الرقة بصنع الزجاج. وفي دار المتحف بدمشق مجموعة من الزجاج الملون المنقوش

<<  <  ج: ص:  >  >>