حلب ثم حمل إلى القاهرة، وجعل الموكل بحمله يعاقبه ويعصره ويقرره على الأموال التي غصبها فلم يقر بشيء، ودخل عليه النزع فقطع رأسه ووضعه
في علبة وحمله إلى السلطان في مصر ثم أرسل السلطان إلى نعير خلعة وأقره على عادته أمير آل فضل.
قال ابن إياس، وعنه أخذنا هذه الحوادث: فما صدق الناس بأن فتنة منطاش قد خمدت عنهم حتى استؤنفت لهم فتنة أُخرى، فوردت الأخبار بأن تيمورلنك أخذ تبريز وشيراز، وركب برقوق إلى الشام وجاءه في حلب قاصد من عند ابن عثمان ومعه مطالعات مضمونها أن يكون هو والظاهر يداً واحدة على دفع تيمورلنك فأجابه الظاهر إلى ذلك ورد له الجواب بما يطيب به خاطره، ثم حضر إليه قاصد طقتمش خان صاحب بسطام وعلى يده مطالعات تتضمن ما قاله ابن عثمان فأجابه الظاهر كما أجاب ابن عثمان. فلما أقام الظاهر بحلب بلغه أن أعلام عسكر تيمورلنك قد وصلت إلى البيرة. ثم بلغه أن تيمورلنك رجع إلى مملكته، فلما تحقق ذلك عاد هو إلى مصر. وفي سنة ٧٩٩ أخذ عسكر تيمورلنك مدينة أرزنجان وقتل أهلها ونهب ما فيها، فلما بلغ سلطان مصر والشام ذلك أرسل إلى نوابه في الشام أن يتوجهوا إلى شاطئ الفرات فخرجوا كلهم وأقاموا هناك، وكانت أرزنجان من جملة الأصقاع التي خطب بها للملك الظاهر برقوق كما خطب له في تبريز والموصل وماردين وسنجار ودوركي، وضربت السكة باسمه في هذه الأماكن.
وفي سنة ٨٠١ تحرك ابن عثمان ملك الروم على بلاد السلطان سكان مصر والشام ووصلت طلائعه إلى الابلستين، وهو قاصد حلب فوقع الاتفاق في مصر على محاربته والخروج عليه، وأن يؤخذ من أجرة الأملاك شهر واحد يتقوى بها العسكر على دفع العدو، ثم ظهر أن ابن عثمان وصل إلى ملطية وملكها ولم يشوش على أحد من أهلها وأمر عسكره بأن لا ينهبوا لأحد من الرعية شيئاً، فأقام بملطية أياماً ثم رجع إلى مملكته فبطل أمر التجريدة عليه.
[وفاة برقوق وسلطنة ابنه الناصر فرج والخوارج]
[على الملك:]
وفي سنة ٨٠١ توفي الظاهر برقوق وتولى السلطنة بعده ابنه الناصر فرج