خلع الكامل شعبان وأجلسوا مكانه أخاه المظفر أمير حاج، وسلموا إليه أخاه الكامل فكان آخر العهد به، وكان هذا الكامل شعبان سيىء التصرف يولي المناصب غير أهلها بالبذل، ويعزلهم عن قريب ببذل غيرهم، وكان يقول عن نفسه أنا ثعبان لا شعبان.
وفي سنة ٧٤٨ سافر ناصر الدين بن المحسني بعسكر من حلب لتسكين فتنة ببلد شيزر بين العرب والأكراد قتل فيها من الأكراد نحو خمسمائة نفس. وفيها عزمت الأرمن على نكبة اياس، فأوقع بهم أمير اياس محمد بن داود الشيباني، وقتل من الأرمن خلقاً وأسر خلقاً، وأحضرت الرؤوس والأسرى إلى حلب واقتتل سيف الدين بن فضل أمير العرب وأتباعه مع أحمد فياض من الأمراء في جمع عظيم
قرب سلمية فانكسر سيف الدين ونهبت أمواله، وجرى على المعرة وحماة وغيرهما من العرب أصحاب سيف وأحمد فياض من النهب وقطع الطرق ما لا يوصف، وكانت هذه الحرب ضربة قاضية على بادية حماة فطفق البدو ينهبون القرى، ويغيرون على حماة والمعرة ففر الفلاحون ودرست القرى. وفي هذه السنة قتل السلطان الملك المظفر أمير حاج بمصر وأقيم مكانه أخوه الناصر حسن، وكان الملك المظفر قد أهلك أخاه الأشرف كجك وفتك بالأمراء وقتل من أعيانهم نحو أربعين أميراً.
[أحداث وكوائن وعصيان ومخامرات:]
ومن الأحداث أن نائب الشام يلبغا اليحياوي هرب فتبعه جماعة من عسكر دمشق فتقاتل معهم فقتل. وفي مصر سنة ٧٥٠ دخل جبغا نائب طرابلس مدينة دمشق في جماعة كثيرة، وكان أرغون شاه نائب الشام مقيماً بالقصر الأبلق فدخل عليه الأمير جبغا وهو نائم بين عياله وقبضه، فلما أصبح الصباح طلب جبغا القضاة والأمراء بدمشق وأخرج لهم مرسوم السلطان بالقبض على أرغون شاه فسكن ما كان بين الناس من الاضطراب، وظنوا أن ذلك صحيح فسجنه واحتاط على موجوده، ثم وجدوا أرغون شاه مذبوحاً في السجن فشاع بأن ذلك من فعل جبغا فوثب عليه عسكر دمشق وحاربوه فهرب فلم يتبعه أحد من العسكر وخافوا عقبى ذلك، وكاتب أمراء دمشق