ذهبت تمادياً وذهبت عرضاص ... كأنك من فراسخ دير كعب
دير كفتون ولعله المعروف اليوم بدير كفتين قال فيه ابن فضل الله: إنه ببلاد طرابلس مبني على جبل وهو دير كبير وبناؤه بالحجر والكلس في نهاية الجودة وبه ماء جارٍ وله حوض كبير مملوء من شجر النارنج يجمل نارنجه إلى طرابلس يباع فيها ويرتفق بثمنه الرهبان مستشرف مطل على البلاد والمزارع ومنه مكان يشرف على بعد على البحر، ولهذا صيت النذور ويقصده كثير من أهل البطالة واللهو للتفرج به والتنزه فيه، وفيه يقول الطيبي:
أدير كفتون تُكفي كل نائبةٍ ... من الهموم وتلقى كل سراءِ
من كل خضراء في الأشجار مائسةٍ ... وكل صهباء في الكاسات حراء
حللت في دير كفتون فلا عجب ... إذ مت سكراً بحمراء وخضراء
دير مارون قال المسعودي في التنبيه والإشراف: وفي أيام موريق من ملوك الروم ظهر رجل من أهل حماة من أعمال حمص يعرف بمارون إليه تنسب المارونية من النصارى. وأمرهم مشهور بالشام وغيرها أكثرهم بجبل لبنان وسنير وحمص وأعمالها كحماة وشيرز ومعرة النعمان وكان له دير عظيم يعرف به شرقي حماة ذو بميان عظيم حوله أكثر من ثلاثمائة صومعة فيعا الرهبان وكان فيه من آلات الذهب والفضة والجوهر شيء عظيم فخرب هذا الدير وما حوله من الصوامع بتواتر الفتن من الأعراب وحيف السلطان وهو بقرب نهر الأرنط العاصي نهر حمص وإنطاكية. وكان يقول: إن سيدنا المسيح طبيعتان ومشيئة واحدة وفعل واحد وأقنوم واحد وأكثر من تبعه على مقالته تلاميذه القائلون به أهل
مدينة حماة وقنسرين والعواصم وجماعة من أرض الروم فسموا الموازنة ولما مات مارون بنى أهل حماة بحماة وسموه دير مارون. قلنا ولعله دير آخر غير الدير الذي نشأ فيه مارون شرقي حماة وشيزر. وقد خرب دير مار مارون سنة ٧٥