هو قبر خالد بن يزيد بن معاوية على ما أكد ياقوت قال: وهو الذي بنى القصر بحمص وآثار هذا القصر
في غربي الطريق باقية. وذكر المؤرخون أنه كان في جامع حمص عمود يقال: إنه من الكحل الأصفهاني.
وفي حماة ٣٤ جامعاً و١١ مسجداً ومن أهمها النوري بناه نور الدين زنكي سنة ٥٥٩. ومنها أبي الفداء الشهير بجامع الدهشة أو الحيات. وقد وصف الأثري هرزفلد المسجد الجامع في حماة وهو الجامع الكبير فقال: إنه أصل حرمه كان كاتدرائية للنصارى غريبة الشكل وله ثلاثة أفنية مختلفة السعة، وثماني دعائم، وخمس قباب، ومن كل ناحية خمسة عقود أو أقبية. ويظهر أن الحائط الغربي كان حائط رواق الكنيسة، والحائط الجنوبي من العهد السابق للنصرانية، كما هو الحال في جامع دمشق كان معبداً ثم بيعة ثم جامعاً. وإلى جهة الشرق قامت منارة قديمة منفردة وهي مربعة الزوايا زبرت عليها كتابة كوفية ربما كانت من القرن الخامس، وتحيط بصحن الجامع الجميل أروقة معقودة، وهناك سدة بمحرابين أمام الحرم وسدة أخرى لها حوض قديمة، وفي الرواق الشرقي تربة ومصلى ولها نوافذ صلبة معمولة من النحاس من عهد المماليك، ومن الرواق الغربي يصل الإنسان إلى قبة الملك المظفر محمود الثالث ٦٨٣ - ٦٩٨ وله تابوت معمول بالخشب الجميل المنقوش، وهناك منارة ثانية قامت في الخارج وسط الرواق الشمالي ويستدل من كتابته وشكله أنه من زمن المماليك، وفي جامع حماة تجلت خاصية من هندستها تجلياً عظيماً، وذلك أن ظاهر الحيطان مزين بنقوش رسمت بألوان تشبه الفسيفساء لمراوحتهم في صنعها بين الحجر البركاني الأسود والحجر الكلسي الأبيض.
وفي الجامع النوري على الشاطئ الأيسر من العاصي في أرض منحدرة وعلى بناء تحتي عال هذا الجامع على عهد نور الدين، وعلى ما دخله من الترميمات الكثيرة تشاهد فيه إلى اليوم أجزاء مهمة من البناء القديم، ولا سيما على طول
الحرم، والعقود فيه حديثة العهد بالنسبة لمجموع الجامع، وكذلك ثلاث قباب من الرواق الشمالي مختلفة الأشكال والأبنية التحتانية من الجهتين