سميت في القرن الماضي دار المشيرية حيث يقيم مشير العساكر في الدولة العثمانية، وجعل في عهد الانتداب مركزاً لدواوينه ودمر بالحريق، إنشاء عذراء بنت السلطان صلاح الدين يوسف في رواية. وهي للفريقين الشافعية والحنفية، درّس بها الفخر ابن عساكر وابن أبي عصرون وابن الزكي والشمس بن خلكان وابن قاضي شهبة وغيرهم. وهي باقية اتخذت داراً يجتمع فيها النساء لسماع الوعظ. وكان فخر الدين بن عساكر أول من درس بالمدرسة العذراوية، ودرس بالنورية والجاروخية وهذه الثلاث مدارس بدمشق، والمدرسة الصلاحية بالقدس يقيم بالقدس أشهراً وبدمشق أشهراً.
٦٦ - العزيزية شرقي التربة الصابلحية وغربي التربة الأشرفية وشمالي دار الحديث الفاضلية، أول من أسسها الملك الأفضل وأتمها الملك العزيز، وممن درس بها سيف الدين الآمدي وغيره من المشهورين، وهدمها ضياء باشا والي سورية
وجعلها حديقة ضمت إلى مدفن صلاح الدين أواخر القرن الماضي. وفي بعض التواريخ أن القاضي ابن الزكي أمر بأن تبنى دار الأمير أسامة مدرسة للتربة. وهي المدرسة المعروفة بالعزيزية ووقفها قرية عظيمة تعرف بمحجة. وذكر ابن خلّكان أن السلطان صلاح الدين بقي مدفوناً بقلعة دمشق إلى أن بنيت له قبة في شمالي الكلاسة التي في شمالي جامع دمشق ولها بابان: أحدهما إلى الكلاسة والآخر في زقاق غير نافذ وهو غير مجاور المدرسة العزيزية، ثم نقل صلاح الدين من مدفنه بالقلعة إلى هذه القبة، ثم إن ولده الملك العزيز عماد الدين عثمان لما أخذ دمشق من أخيه الملك الأفضل بنى إلى جانب هذه القبة المدرسة العزيزية ووقف عليها وقفاً جيداً. وللقبة المذكورة شباك إلى هذه المدرسة وهي من أعيان مدارس دمشق اه.
٦٧ - العصرونية داخل بابي الفرج والنصر شرقّي القلعة وغربي الجامع، لقاضي شرف الدين أبي سعيد عبد الله بن محمد بن أبي عصرون ابن أبي اليسر التميمي الجوني ثم الموصلي الدمشقي المتوفى ٥٨٥، درس بها جماعة منهم المشايخ بنو عصرون وغيرهم. حرقت في الحريق الكبير سنة ١٣٢٨هـ ولم تعد إلى ما كانت وبقي اسم السوق منسوباً إليها ورُمّ قبر من أسسها بعض الشيء.