في سنة ١٨٢٦ على حجر كان مكتوباً بالهيروغليفي، وهو الخط الخاص بالآثار عند قدماء المصريين، وكان الخط المعتاد عندهم الخط الهيراطيقي يكتبون به حاجاتهم العادية وفنونهم وآدابهم. وهذا يكتب على البردي بقلم من البوص المعروف بالغاب، يغمس في مدار أسود أو أحمر ومنه أدراج طويلة قد يبلغ طول الواحدة منها ثلاثين متراً، ومنها نماذج حفظت في متاحف الغرب ومتحف مصر، وكذلك ما عثروا عليه في رسائل تل العمارنة في المنيا بمصر في سنة ١٨٨٨ وقد كتبت بالآجر بالحروف المسمارية البابلية، وفيها سجلات الدولة في عهد فرعون مصر أمينوفيس الرابع أمينوفيس الثالث، وانحلت بهذه الآجرات عقد من التاريخ القديم استدل بها على علاقة الشام بمصر.
ومثل ذلك يقال في الأثر النفيس الذي اكتشفها أحد أمراء روسيا في تدمر سنة ١٨٨٢ وانحلت به مشاكل كثيرة من الحضارة التدمرية. وقد حل الخط التدمري بارتلمي، واكتشف دوسو في الجنوب الشرقي من النمرة في الصفا حجراً مكتوباً بالخط الآرامي وهو بالعربية، وحل لغة الصفا بيمان وهاليفي. واكتشفت في البتراء المصانع المكتوبة بالآرامية، وحل علماء الآثار اللغة الحميرية السبئية في اليمن. وحل لغة البابليين دي مورغان، ومن أهم ما عثر عليه من آثارهم مسلة عظيمة عملت بمسحوق الحجر البركاني وقد زبرت عليها شريعة حمورابي أحد أعاظم ملوك البابليين، وكان من أصل عربي كما يقول هومل.
وأهم الكتابات الفينيقية التي ظهرت ما وجد مزبوراص على ناووس أحد ملوك صيدا سنة ١٨٥٥، والخط الفينيقي أشبه بالخط العبراني، والخط المسند هو الذي كتبت به مصانع الفرس القدماء ومصانع أشور وبابل وأرمينية وخوزستان وما إلى ذلك من أرض العراق. ولا يزال العلماء يكتشفون الآثار والعاديات في أرض
الشام، وإلى اليوم لم ينحل خط الحثيين أقدم شعوب هذه الديار، ولا يزال علماء الآثار منذ عثر بروكهار في حماة على حجر مكتوب بهذا الخط سنة ١٨١٢ متوفرين على حل هذا القلم وقد ظفروا بكثير من آثار الحثيين في هيرابوليس أوقرقميش عاصمة الحثيين وفي طرابلس