والزكية. ومما حفظ من المجاميع مجموعة البطريركية الأرثوذكسية ومجموعة كنيسة السريان وهما مجموعتان جديدتان جمعتا بعد فتنة سنة ١٨٦٠ التي ذهبت فيها مجاميع الكنائس والأديار في دمشق وبعض لبنان ولا سيما زحلة. وفي بعض البيوت القديمة في دمشق وحلب والقدس بل في معظم المدن القديمة مجاميع قليلة يحتفظون بها ورثوها من أجدادهم ومنهم لا يرجعون إليها ولا عرفوا مضامينها ويتغالون بحفظها ويتنوقون في رصفها كأنها بعض الآنية اللطيفة والعروض التي يتنافس فيها ونعم الهوى هواها. واهم الخزائن العامة في الشام خزانة دار الكتب الظاهرية وليست مكانتها منبعثة من كثرة أعداد كتبها بل من النوادر المحفوظة فيها وربما كانت مجموعتها أندر مجموعة في الشام، فيها بضعة آلاف متاب ورسالة وفيها ما هو بخط مؤلفيه أو مقروء عليهم ومنها القديم جداً بل فيها أقدم كتاب في الشام من القرن الثالث. أنشئت هذه الخزانة سنة ١٢٩٦ بمساعي طاهر الجزائري وسليم البخاري ومعاونة غيرهما من العلماء وكان لمدحت باشا وحمدي باشا واليي سورية يد في جمعها، وأهم رجل من عمال الدولة عطف على هذا المشروع وساعده مساعدة فعلية بهاء بك مدير الرسالة في ولاية سورية. فجمع ما تفرق من الأسفار في الخزانة العامة التي أبقت عليها الأيام وبعد ممانعات شديدة ممن يرومون كتم العلم وإبقاء الناس في عماية جمعوا مقداراً من الكتب جعلوها في شطر من مدرسة الملك الظاهر بيبرس قبالة العادلية الكبرى ونصبوا عليها قواماً ووضعوا لها مثل شرائط المكاتب الكبرى فجاءت مؤلفة من ٢٤٥٣ كتاباً منوعة عدا الدشت والكراريس والأوراق المتفرقة. أخذت من عشر خزائن وهي:
١ - خزانة المدرسة العمرية بالصالحية وهي قديمة العهد وفقها بعض أهل الخير ولكن كان الناظر قد سرق جانباً عظيماً منها لا تزال عند أبنائه ومنها ما في الظاهرية الجزء الأول أو الثاني والتتمة أو الأول في دار السارق.
٢ - خزانة مدرسة عبد الله باشا العظم وقفها سنة ١٢١١ وضم إليها كتباً وقفها والده محمد باشا العظم سنة ١١٩٠.
٣ - خزانة سليمان باشا العظم وقفها سنة ١١٩٦ كانت بمدرسة بباب البريد.