للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأساء السيرة في اليهود هو وأولاده وأخذوا يخالفون أوامر الله وشريعته، وقد تبنى ولداً أسمه صمويل أتقن الشعوذة. وأغتنم الفلسطينيون فرصة انشقاق الإسرائيليين على اليهود ونكلوا بهم، فلما مات الكاهن خلفه صمويل فلم ير إلا أن يدعي النبوة ربطاً لقلوب اليهود به، فصدقه هؤلاء لقوة شعوذته ودهائه ولكنهم طلبوا منه أن يقيم عليهم ملكاً يدير شؤونهم ويجمع شملهم دفعاً لخطر الفلسطينيين فأقام عليهم شاول الملك. وكان من أعمال هذا الملك إشهار الحرب على سبطي يوسف ولاوي لعدم اتباعهم لهم وعدم اعتبارهم هيكل سيلون وذبحهم معهم في مذبح سيلون. وقد كبس

شاول السبطين في عيد المظال فقتل منهم كل من وجده وذبح إمامهم الأكبر شيشي بن عزي وخرب محل عبادتهم في جرزيم ونقض حجارة الهيكل.

واحتل منطقتهم فتشتت قسم كبير من اللذين سلموا من القتل منهم. وظل آل يوسف ولاوي اثنين وعشرين عاماً ولا يقدرون على أداء فريضة الحج ولا يجرءون على التظاهر بشعائرهم الدينية. وقد حاول كاهنمه الأكبر باير داود حينما ملك باحترام جرزيم وبناء الهيكل فيه ينجح، وأخذ يقيم الهيكل في يابيس القدس الآن وادعى هو وابنه سليمان من بعده أنه المحل المختار وأناطوا به جميع المقدسات المنوطة بجرزيم دون أن يكون في أسفاره التوراة الخمسة دليل على ذلك في زعم السامريين.

ولما غزا بختنصر فلسطين أجلى في من أجلاه آل يوسف إلى بابل وأسكن محلهم أمماً غريبة فسبب ذلك انحباس الأمطار وعطب الزيتون، فالتمس القاطنون من الملك أن يسأل آل يوسف عن سبب ذلك فأجابه هؤلاء أن لنا جبلاً مقدساً نحج إليه ونتقرب إلى الله فيه بالقرابين لا نرى فيه حبساً ولا عطباً، فعزم على أعادتهم إلى أرضهم ليقيموا شعائرهم. وقد وقع في هذا السياق بينهم وبين آل يهوذا خلاف على المحل المختار ولكن آل يوسف أقنعوا الملك بقوة نصوصهم فرجحهم وأعادهم وجعل لهم شيئاً من السلطة فجاءوا وأقاموا هيكلهم على يابيس وهدموا هيكلها. فكان نجاحهم هذا عاملاً جديداً في ازدياد النفرة بين الفريقين أولاً وتحريف اليهود نسخ التوراة الموجودة في أيديهم ثانياً.

<<  <  ج: ص:  >  >>