نفس أما في النعيم أو في الجحيم. ويتفق معهم في حال أهل الجحيم ويخالفون في حال أهل النعيم فعندهم مكان عذاب وقتي غير الجحيم يسمى عند الباباويين المطهر وعند الروم الأرثوذكس عقالات الجحيم تذهب إليه الأنفس لتكفر عن ذنوب صغيرة، وتصرف فيه مدة تطول وتقصر بحسب عدد تلك الذنوب وصفتها، ويمكن تقصير هذه المدة بالصلوات والصدقات. يحصر البروتستانت الشفاعة وطلب الخلاص بالمسيح، وغيرهم يطلبهما منه ومن الملائكة والقديسين.
عند البروتستانت سران فقط هما المعمودية والشركة وغيرهم يضيف إليهما خمسة فيصير العدد سبعة والمضافة هي:
١ - التثبيت عند اللاتين والموازنة. والميرون عند غيرهم.
٢ - الكهنوت.
٣ - الاعتراف للكاهن.
٤ - الزواج.
٥ - المسحة الأخيرة قبل الموت. أما الإفاضة في تعريف السر وفاعليته وما يحدث فيه وما يحدثه هو من التغيير وفي سبب هذا الخلاف فإنها تخرجنا كثيراً عن المقصد.
والبروتستانت يعترفون لله وحده وللشخص الذي أخطئوا إليه، ولله وحده عندهم السلطان على مغفرة الخطايا. وغيرهم يوجب الاعتراف للكاهن وللكاهن سلطان مطلق علة غفران الخطايا.
ولما كان البروتستانت في هذه الديار ثمرة الإرساليات نرى من الواجب أن نشير إلى الداعي إلى الإرساليات، فالداعي إليها أوامر الكتاب المقدس الكثيرة، وأهمها أمر المسيح الأخير الصريح اذهبوا وتلمذوا جميع الأمم وعمدوهم باسم الأب والابن والروح القدس. وقد أطاع رسله أمره وتفرقوا في أنحاء العالم المعروف حينئذ وليس لهم ما يستندون عليه أمام قوات هذا العالم سوى إيمانهم وثقتهم بوعده. وعدوا مخالفة أمره هذا جرماً عظيماً فقال الرسول بولس: إذ الضرورة موضوعة علي فويل لي إن كنت لا أبشر. ولا يزال هذا التبشير من مميزات الكنيسة الحقيقية ففي العقيدة ١٩ الأنكليكانية كنيسة المسيح المنظورة هي جماعة المؤمنين التي فيها يبشر بكلمة الله النقية.
وقد وجه البروتستانت قواهم إلى هذا الواجب حالما تمكنوا من تنظيم