خالد بن يزيد بن معاوية بن أبي سفيان ودعوا إليه. وقالوا هذا السفياني الذي كان يذكر.
والغالب أن أنصار الأمويين وضعوا بعد سقوط دولتهم ملحمة زعموا فيها أنهم يعرفون ما يحدث في المستقبل من الزمان والآتي من الأيام، من ظهور أمرهم ورجوع دولتهم، وظهور السفياني في الوادي اليابس من أرض الشام، في غسان وقضاعة ولخم وجُذام وغاراته وحروبه، ومسير الأمويين من بلاد الأندلس إلى الشام، وأنهم أصحاب الخيل الشهب والرايات الصفر، وما يكون لهم من الوقائع والحروب والغارات والزحوف، على ما نقله المسعودي. والاعتقاد بظهور السفياني كما قال صديقنا أحمد تيمور باشا يشبه الاعتقاد بظهور المهدي ويروون فيه أحاديث وأقاصيص الله أعلم بها. وفي البدء والتاريخ أن الروايات بشأن السفياني فيها حشو كثير ومحالات مردودة. ومسألة السفياني تدبير للأمويين حتى لا ينقطع الأمل من رجوع دولتهم ويخيفوا أعداءهم على الدوام. وربما كانت دعوى قرب ظهور السفياني أيضاً واسطة لفتك العباسيين بكل من توهموا فيه شيئاً من الرائحة السفيانية ولم تكد تنقطع هذه النغمة في الشام. وفي سنة ٢٩٤ زعم
رجل أنه السفياني فحمل هو وجماعة معه من الشام إلى باب السلطان فقيل إنه موسوس.
كان أتباع زياد في نحو أربعين ألفاً فعسكروا بمرج الأخرم بنواحي سَلَمْيَة ودنا منهم عبد الله بن علي ووجه إليهم أخاه عبد الصمد بن علي في عشرة آلاف. وكان أبو الورد هو المدبر لعسكر قنسرين وصاحب القتال. فناهضهم وكثر القتل في الفريقين، وانكشف عبد الصمد ومن معه وقتل منهم ألوف، ولحق بأخيه عبد الله فأقبل عبد الله معه وجماعته القواد، فالتقوا ثانية بمرج الأخرم فاقتتلوا قتالاً شديداً وثبت عبد الله فانهزم أصحاب أبي الورد وثبت هو في نحو من خمسمائة من قومه وأصحابه فقتلوا جميعاً، وهرب أبو محمد ومن معه حتى لحقوا بتدمر، وأمَّن عبد الله أهل قنسرين وسوَّدوا وبايعوه ودخلوا في طاعته، ثم رجع إلى دمشق وكان قد خرج من بها عن الطاعة أيضاً، ونهبوا أهل عبد الله بن علي، فلما