واجتمعوا معه على حصار حلب فحصرها وملكها. وفي سنة ٤٥٥ نُدب بدر الجمالي لولاية دمشق على حربها وندب معه على الخراج أبو الحسين الزيدي، ولم يلبث بدر أن انصرف عن ولاية دمشق هرباً من أهلها، فولى المستنصر عليها حصن الدولة حيدرة، ثم ولاه الشام بأسره ٤٥٨.
وفي سنة ٤٥٩ بعث المستنصر إلى محمود بن الروقلية المتغلب على حلب يطالبه بحمل المال وغزو الروم وصرف ابن خاقان ومن معه من الغز فلم يجبه وقال: إنه لا مال له وأنه هادن الروم وأعطى ولده رهينة على مال اقترضه منهم فندب المستنصر بدرا الجمالي إلى محاربته فدخل ابن عمار صاحب طرابلس بينهما وأصلح الحال. وفي سنة ٤٦٠ كانت حرب دمشق بين أمير الجيوش وبين عسكريته.
وفي سنة ٤٦١ وقع الخلف بدمشق بين العسكرية وبين أهلها وطرحت النار في جانب منها فاحترقت، واتصل الحريق بالمسجد الجامع من غربيه ولم يبق منه إلا حيطانه الأربعة. واستولى في هذه السنة على دمشق معلى ابن حيدرة الكتامي من غير أن يؤمر له بذلك عند خلو دمشق من متول بعدما هرب أمير الجيوش بدر الأرمني، فأساء السيرة في أهلها وصادرهم وبسط العقوبة عليهم، إلى أن خربت
أعمال البلد وجلا كثير من أهلها، ووقعت بينه وبين حامية البلد وحشة خاف منهم على نفسه فهرب إلى بانياس فصور فطرابلس فأخذ واعتقل ومات من الضرب.
وفي سنة ٤٦٣ استولى القفي على دمشق وطرد نواب أمير الجيوش واستولى على صور ابن أبي عقيل، وعلى طرابلس قاضيها ابن عمار، وعلى الرملة والساحل ابن حمدان، ولم يبق غير عكا وصور، ونزل هذه السنة أمير الجيوش في العسكر المصري على صور محاصراً لابن أبي عقيل القاضي الغالب عليه، فاستنجد هذا الأمير ترلو مقدم الأتراك بالشام، فأنجده بستة آلاف فارس، فرحل عنها أمير الجيوش ثم عاودها وحاصرها من البر والبحر سنة بدون طائل. وفتح الروم منبج وأحرقوها وبقيت معهم سبع سنين.