فأرسل الكامل يقول للملك المظفر محمود صاحب حماة: اتفق مع غلمان أيبك وتسلم حماة وكان المظفر نازلاً على حماة من جملة العسكر الكاملي
فراسل المظفر الحكام بحماة فحلفوا له وواعدوا المظفر أن يحضر بجماعته خاصة وقت السحر إلى باب النصر ليفتحوه له فدخل البلد وتسلم القلعة، وفوض تدبير حماة إلى الأمير سيف الدين علي الهدباني، ولما استقر المظفر في ملك حماة انتزع الكامل سلمية منه وسلمها إلى شيركوه صاحب حمص ورسم الكامل لأخيه المظفر أن يعطي أخاه الناصر قليج أرسلان بعرين بكمالها، ولم يبق بيد المظفر غير حماة والمعرة، ثم رحل الكامل عن سلمية إلى الديار الشرقية التي أخذها من أخيه الأشرف عوضاً عن دمشق، وأرسل الأشرف أخاه صاحب بصرى الصالح إسماعيل بن العادل بعسكر فنازل بعلبك وبها الأمجد بهرام شاه، ولما طال الحصار عليها سلمها الأمجد، وعوضه الأشرف عنها الزبداني وقصير دمشق ومواضع أخر. وقصد الفرنج حصن بارين ونهبوا بلاده وأعماله وأسروا وسبوا ومن جملة من ظفروا به طائفة من التركمان كانوا نازلين في ولاية بارين فأخذوهم ولم يسلم منهم إلا النادر الشاذ.
وفي سنة ٦٢٧ شرع صاحب حمص شيركوه في عمارة قلعة شميميس فأراد المظفر صاحب حماة منعه من ذلك ثم لم يمكنه ذلك لكونه بأمر الكامل. وفيها جمعت الفرنج من حصن الأكراد وقصدوا حماة فخرج إليهم صاحبها المظفر محمود والتقاهم عند قرية بين حماة وبعرين يقال لها أفيون وكسروهم كسرة عظيمة.
وفي سنة ٦٢٨ سار الكامل من مصر إلى دمشق فسلمية واجتمع معه ملوك أهل بيته في جمع عظيم ثم سار بهم إلى آمد وحصرها وتسلمها من صاحبها المسعود ابن الملك الصالح محمود، وكان سبب انتزاع الكامل آمد من المسعود لسوء سيرته وتعرضه لحريم الناس، وحاصر المظفر صاحب حماة أخاه الناصر ببعرين بأمر العادل خوفاً من أن يسلمها للفرنج لضعفه عنهم، وانتزعها منه وأكرمه وسأله
الإقامة عنده بحماة فسار إلى أخيه الكامل في مصر. وسار الكامل من مصر ٦٣١ إلى قتال كيقباذ ملك الروم وقد استصحب معه ستة عشر ملكاً من ملوك الشام والجزيرة من أخوته وآل بيته في عسكرهم وقطعوا الفرات وانهزم العسكر الكاملي على خرتبرت، وذلك لأن الملوك الذين في خدمته