إليهما المراكب الحربية ليسلماها الديار المصرية. وأقام علي بك ينتظر الجواب وقويت مشايخ المتاولة على الدولة، وتطاولت على أطراف جبل الشوف ومرج عيون والحولة، فاتفق الأمير يوسف وخاله الأمير إسماعيل حاكم وادي التيم الأدنى وجمع الأمير يوسف نحو عشرين ألف جندي وسار قاصداً قرية جباع الحلاوي وأحرق إقليم التفاح وحرق جباعاً وقطع أشجارها وهدم بنيانها.
وكان عسكر المتاولة المجتمع في النبطية نحو ثلاثة آلاف، ولما وصل الأمير يوسف الشهابي إلى كفر دمان أحرقها وتوجه إلى النبطية فالتقى بشر ذمة من عسكر المتاولة نحو خمسمائة خيال ووقع بينهم قتال انكسر فيه عسكر الأمير يوسف كسرة هائلة، ومات كثير من عسكره تعباً وعطشاً ومنهم من اختلت عقولهم، وفقد من عسكره في هذه الوقعة أكثر من ألف وخمسمائة قتيل، وركب الشيخ كليب نكد من حاصبيا إلى دير القمر وغزا المتاولة في قرية علمان فهزمهم ومنعهم من الحضور إلى إقليم الخرنوب وتلك الأطراف، وسارت عساكر الدولة مع عسكر الأمير يوسف لحصار مدينة صيدا وإنقاذها من يد ظاهر العمر وكانوا في أكثر من عشرين ألفاً معهم المدافع والزنبركات فأقاموا على حصارها سبعة أيام. وجاءت المراكب الروسية إلى عكا التي استنجد بها ظاهر العمر فأرسلها إلى صيدا فأطلقت مدافعها على جيش الدولة وجيش لبنان، وساق ظاهر العمر عسكره وقدروه بعشرة آلاف جندي والتقى بعسكر لبنان وجيش الدولة في سهل الغازية، وانتشب القتال فانكسر عسكر الدولة وقتل منه نحو خمسمائة نفس وانقلب راجعاً إلى دمشق، وأما المراكب الروسية فسارت إلى بيروت وملكت جانباً منها وأحرقت بعض الأبراج، فهربت الشهابية من المدينة وخرج أهلها إلى البر، ودخلت الفرنج بيروت ونهبت كل ما وجدته فيها، ثم رحلت إلى عكا بعد أن أعطاها حاكم لبنان
٧٥٠٠ قرش تعويضاً، ثم عادوا وأطلقوا على بيروت ستة آلاف مدفع دفعة واحدة كذا قال المؤرخ، حتى ظن الناس أن القيامة قامت وسمع صوت المدافع على ما قيل إلى قبة اليسار فوق دمشق كالرعد القاصف، وأحاطوا بالمدينة بحراً مدة أربعة أشهر ليل نهار، فتضايق المتحاصرون فيها ونفد ما عندهم من الزاد فكانوا يأكلون لحوم