الحكومة التركية وانعقد المؤتمر الثالث في بازل أيضاً سنة ١٨٩٩ وصرح فيه هرتسل بأن مساعيه كانت متجهة للحصول على امتياز من السلطان عبد الحميد ولكنه لم يوفق. ثم تليت تقارير اللجنة العاملة فظهر منها أن معدل زيادة الجمعيات الصهيونية في روسية ٣٠ بالمائة وفي الممالك الأخرى ٢٥ بالمائة وبلغ عدد دافعي الشاقل أكثر
من ١٠٠ ألف نفس أي أن ٢٥٠ ألفاً من اليهود تصهينوا في ذلك الوقت. وانعقد المؤتمر الرابع في كوينس هال في لندن سنة ١٩٠٠ وقصدوا بانتخاب هذا المكان التأثير في الرأي العام الإنكليزي لأن بعض الإنكليز ارتاحوا إلى الدعوة الصهيونية وناصروها لما لها من الارتباط بالكتاب المقدس. وبلغ عدد الجمعيات الصهيونية في روسيا ١٠٤٣ جمعية وفي إنكلترا ٣٨ وفي الولايات المتحدة ١٣٥ وفي بلغاريا ٤٢ جمعية.
أما آمال الصهيونيين في فلسطين فقد كاد يقضي عليها لأن الباب العالي أصدر أوامره في شهر تشرين الثاني سنة ١٩٠٠ بمنع مهاجري اليهود من الإقامة في فلسطين أكثر من ثلاثة أشهر، وذلك بما ثبت له من انتعاش الحركة الصهيونية وكونها آخذة في التهام فلسطين واستملاك بقاعها والاستيلاء على واردها وصادرها فاحتجت إيطاليا على هذه الأوامر بأنها مجحفة وأنها لا تفرق بين رعاياها النصارى واليهود. وكذلك عرضت هذه المسألة على وزير الولايات المتحدة فأصدر أمره في ٢٨ شباط سنة ١٩٠١ إلى سفيرها في الأستانة ليحتج باسم حكومتها فرفض الأتراك كل تدخل بهذا الشأن. ثم توجه هرتسل إلى الأستانة وقابل السلطان عبد الحميد في أيار سنة ١٩٠١ مرتين وأنعم عليه السلطان بالوسام المجيدي الأول وعاد إلى لندن وقابل جمعية الميكابيين في ١١ حزيران سنة ١٩٠١ وأعرب لهم عن ثقته في نجاح مهمته لدى السلطان.
وانعقد المؤتمر الخامس في كانون الأول سنة ١٩٠١ وقبلت فيه القواعد الرئيسة وصودق عليها وهي: ١ عقد مؤتمر عام مرة كل سنتين. ٢ يعقد أثناء هذه الفترات اجتماعات يحضرها أعضاء الجمعية العاملة الكبرى وزعماء البلدان المختلفة. ٣ تأسيس هيئة إدارية في الأمكنة التي يبلغ عدد دافعي الشاقل فيها خمسة آلاف نفس إذا هم طلبوا ذلك. وتحت أسباب فتح المصرف وإعطاء إعانة
لدار الكتب اليهودية في القدس وتأليف دائرة معارف عبرية