ويمكن أن نعد ثورة يافا ثورة سياسية تجلى فيها الروح العربي بكل مظاهره وأسبابها أن فرع حزب بوعالي صهيون في يافا انضم إلى حزب الاشتراكيين المتطرفين المعروفين بالموبس والذين من أصولهم إلقاء النزاع بين الطبقات لا التمسك بالوطنية والجنسية. فحاول هذا الحزب الثوري استمالة هيئات العمال اليهود في فلسطين فرفض حزب احادوت هاعابودا طلبهم وأبى الانضمام إليهم، فغضبوا وقرروا إعداد تربة فلسطين للثورة الاجتماعية. وفي خلال تشرين الأول والثاني سنة ١٩٢٠ حدثت قلاقل بين العال واليهود في يافا حسمت للحال. ونشرت جمعية الموبس إعلانات في أنحاء يافا وتل أبيب طلبوا من جميع العمال الاشتراك في الثورة الاجتماعية، وأن يختلفوا باليوم السابع من تشرين الثاني وهو العيد السنوي لحكومة السوفيات في روسيا وهذا بعض ما ورد في الإعلانات ليحي اليوم السابع من تشرين الثاني يوم العمال الاشتراكيين، لتسقط فرنسا وإنجلترا، لتحي الجمهورية الروسية السوفيات، ليحي المؤتمر الاشتراكي الثالث لتحي فلسطين الاشتراكية وحملوا راياتهم الحمر وساروا وفي مقدمتهم السيدة شارلوت روزنتال فحاولوا إكراه عمال اليهود على الاشتراك معهم فوافق بعضهم ورفض الآخرون فاعتدوا على المتعنتين وحصلت معركة بسيطة.
وفي أيار سنة ١٩٢١ خرج حزب الموبس من ناديهم وعلى صدورهم شارات حمراء وفي أيديهم رايات كتب عليها بخط أحمر جمل تحض الناس على الثورة وهذا نموذج منها: ليحي المؤتمر الاشتراكي، لتحي النساء الحرة في الجمعية الاشتراكية، ليحي اليوم الأول من أيار. لتسقط القوة الإنكليزية القهرية. فتعقبت الشرطة جموعهم المندفعة حتى وافت شوارع تل أبيب وصادمت اليهود وأطلقت عيارات نارية فظنها العرب مظاهرة مقصودة وجهت إليهم وتحسبوا من شرّ مداهم فتجمهروا للدفاع عن أنفسهم، وسرعان ما اشتبكوا مع اليهود وأهرقت الدماء وامتدت الثورة إلى الضواحي حيث هوجمت بعض المستعمرات الصهيونية ودام القتال ثلاثة أيام فقتل من اليهود ٤٧ شخصاً وجرح ١٤٦ وقتل من العرب ٤٨ نفساً يدخل فيهم البدو والقرويون وجرح