ممن هم فخر العرب على تعاقب الحقب. وقد انتقلت من كتبهم وأفكارهم أشياء كثيرة إلى الشام. ويصح أن يقال إن العلم اقترب من العلوم المادية في هذا الدور، ذهبت عن الناس الدهشة بالفصاحة والشعر ونقل الأحاديث والعناية بالدين وتم تدوين أقوال أرباب المذاهب والشعراء فانصرفت العناية إلى علوم الدنيا. وممن نشأ في هذه الديار أبو الفضل الحارثي الدمشقي المهندس الرياضي العالم بالحساب والتقسيمات والهندسة وعلم الهيئة ونقش الرخام وضرب الخيط والطب وله عدة تآليف ٥٠٠ ومحمد القيسراني الدمشقي العالم بالحساب والنجوم والهندسة والهيئة وعلم المساحة والميقات والفلك ٥٠٠ ورضوان الخراساني الرياضي ومحمد بن عبد الواحد المهندس صنف كتاباً في ركاية الزوال بدمشق ومعرفة طلوع الفجر بالمنازل منازل القمر ٤٠٩ وجورجس بن يوحنا اليبرودي العالم بالطب وله عدة رسائل ومقالات. ومن المؤرخين حمزة بن أسد أبو يعلى التميمي المعروف بابن القلانسي العميد صنف تاريخاً للحوادث بعد سنة أربعين وأربعمائة إلى حين وفاته وقد طبع باسم ذيل تاريخ دمشق. ومبارك ابن شرارة أبو الخير الطبيب الكاتب الحلبي النصراني كان له جرائد مشهورة بحلب عند أهلها يحفظونها لأجل الخراج المستقر على الضياع إذا اختلف النواب في شيء من هذا النوع رجعوا إليها وله تاريخ حلب توفي في حدود سنة ٤٩٠ في صور. ومن الحفاظ محمد بن علي الصوري الحافظ قالوا: كان يذاكر بمائتي ألف حديث. قال غيث: سمعت جماعة يقولون ما رأينا أحفظ منه ٤٤١ والحافظ محمد بن جميع الغساني الصيداني ويقال له الصيداوي ٤٠٢ وعبد الواحد الشيرازي المقدسي الأنصاري شيخ الشام في وقته
نشر مذهب الإمام أحمد بن حنبل أقام بدمشق وله تصانيف ٤٨٦ وسلامة بن إسماعيل ابن جماعة المفدسي الضرير كان كثير الحفظ ألف تآليف ٤٨٠ والحسن ابن عبد الصمد بن الشخباء العسقلاني صاحب الخطب البديعة مشهور بنثره ٤٨٢
ومن الكتاب والخطباء صاعد بن شمامة المسيحي الحلبي الكاتب وأبو اليمن المسلم بن الحسن بن غياث الكاتب الحلبي النصراني كان صاحب الديوان بحلب، وتادرس بن الحسن النصراني كان وزير صلح بن مرداس وعبد الله بن أسعد