في البقاع وغيره من المعادن في الشام. فأضر إهمال الحُمّر بأرباب الكروم فتصاعدت أثمانه وهو يستعمل كل سنة عند تأبيرها فلحقته الدودة من أجل ذلك وقلت مداخيله. وفي التاس بين حمص وتدمر معدن للحمر يكاد يوازي معدن حاصبيا بصفائه. وفي المقارن بين درعا وسمخ مناجم كلس ممزوج بحمر، وكذلك في أرباض تدمر وفي الصلت ووادي اليرموك. قال المقدسي: إن في الشام جبال حمر يسمى ترابها الصنغة وهو تراب رخو وجبال بيض تسمى الحوارة فيه أدنى صلابة يبيض به السقوف ويطين به السطوح. ومعدن الحديد كثير في قضض لبنان واتربته، وعلى سطح الجبال وبطون الأودية، لا سيما في ارجاء البترون وكسروان والمتن وفي قرية دومة وبيت شباب وفي عكار ومشغرة والفرزل ومجاري الأنهار مثل نهر الكلب ونهر إبراهيم. ومن هنا كانت تؤخذ مواد المسابك لمعامل الحديد التي كانت في تلك الأرجاء، والمانع من استثمارها اليوم قلة الوقود أي الفحم الحجري، والحطب لا يفي بهذا الغرض على نحو ما كان الحال إلى عهد قريب.
وأهم مناجم الحديد في برمانا وبحمدون ووادي النهر الكبير حجر الصفار الكروم وفي جبال اللاذقية معادن حديد كثيرة وفيها رصاص ممزوج بالفضة وخشب فحمي ونيكل وكان في القديم في ناحيتي باير وبوجاق معدن حجر الصفار يستخرج منه في السنة ٢٥٠٠ طن ولم يبق له أثر، ويوجد حجر الصفار على شواطئ بحرية طبرية ومن نوع البيريت واللنيت في برتي وكفر سلوان ومرجبا
وفي راشيا وسفح جبل الشيخ الغربي وجنوبي حاصبيا وفي عين اللبوة وعين عطا وشوايا وعين قني والروج والكفير.
والنحاس في قرية اهمج في كسروان وفي الجنوب الغربي من حلب وكان منه في عين جر فأكدى لكثرة ما استخرج منه، وكان النحاس الأحمر يحمل من جبل جوشن على قيد غلوة من حلب. وذكر كاتب جلبي أن في بيت حبرون معدن زجاج يستخرج منه فيحمل إلى الأطراف فيباع ويحمل إلى السودان والحبشة من أسورته ويقايض عليها بالتبر.
واستثمر معدن الفحم الحجري في مرجيليا في لبنان أثناء الحرب الكبرى