للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

عَظِيمٌ (١٣)} إلى قوله: {إِنَّ أَنْكَرَ الْأَصْوَاتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ (١٩)} [لقمان: ١٩].

وهذه الوصايا تعد منهجًا تربويًّا إيمانيًّا حكيمًا لتربية الأبناء تربية إسلامية شاملة للدين كله، أوصى لقمان فيها ولده بنبذ الشرك المتضمن تحقيق التوحيد أولًا وهو أساس الملة، ثم بالصلاة وهي عمود الدين ثانيًا، ثم بمكارم الأخلاق وهي جماع الخير كله ثالثًا، فجمع له أصل الإيمان وأم العبادات وأساس مكارم الأخلاق والمعاملات.

قال الله تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ (٦)} [التحريم: ٦].

- يقول الإمام الطبري في تفسير هذه الآية: «يقول تعالى ذكره: يا أيها الذين صدقوا الله ورسوله {قُوا أَنْفُسَكُمْ} [التحريم: ٦] يقول: علموا بعضكم بعضًا ما تقون به من تعلمونه النار وتدفعونها عنه إذا عمل به من طاعة الله واعملوا بطاعة الله. وقوله: {وَأَهْلِيكُمْ نَارًا} [التحريم: ٦] يقول: وعلموا أهليكم من العمل بطاعة الله ما يقون به أنفسهم من النار» (١).

وقال مقاتل: «ذلك حق عليه في نفسه وولده وأهله وعبيده وإمائه».

وقال الكيا الهراسي: «فعلينا تعليم أولادنا وأهلينا الدين والخير وما لا يستغنى عنه من الأدب، وهو قوله تعالى: {وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا} [طه: ١٣٢]. ونحو قوله تعالى للنبي -صلى الله عليه وسلم-: {وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ (٢١٤)} [الشعراء: ٢١٤]، فبدأ بالأقربين لأنهم أولى الناس بخيره ورحمته وبره وإحسانه».


(١) تفسير الطبري (٢٨/ ١٦٥).

<<  <   >  >>