وصلاح أحوالهم، وهي من أهم وأسمى وأعظم وأَجَلِّ مقاصد الشريعة الإسلامية، وعليها يدور مدار جميع التكاليف الشرعية في دين رب البرية.
والتقوى رتبة من مراتب الإيمان العالية والغالية، ولأهلها عند الله درجة رفيعة ومكانة سامية، لا ينالها المؤمن إلا بالصبر والمصابرة ومجاهدة النفس على طاعة الله ومراقبته وخشيته، وأطرها على لزوم الأمر واجتناب النهي والتقرب إلى الله بما يحب ويرضى من جميع أنواع العبادات الظاهرة والباطنة.
- قال الإمام ابن كثير -رحمه الله-: «يقول تعالى آمرًا عباده المؤمنين بتقواه وأن يعبدوه عبادة من كأنه يراه وأن يقولوا (قَوْلًا سَدِيدًا). أي: مستقيمًا لا اعوجاج فيه ولا انحراف، ووعدهم أنهم إذا فعلوا ذلك أثابهم عليه بأن يصلح لهم أعمالهم، أي: يوفقهم للأعمال الصالحة، وأن يغفر لهم الذنوب الماضية. وما قد يقع منهم في المستقبل يلهمهم التوبة منها، ثم قال تعالى: {وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا (٧١)} [الأحزاب: ٧١] وذلك أنه يجار من نار الجحيم ويصير إلى النعيم المقيم» (١).