والتقوى في القرآن الكريم هي وصية الله -عز وجل- للأولين والآخرين، قال -جل وعلا-: {وَلِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُوا اللَّهَ}[النساء: ١٣١].
- قال الإمام الطبري -رحمه الله- في قوله تعالى:{وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ}، يقول:«ولقد أمرنا أهل الكتاب، وهم أهل التوراة والإنجيل «وإياكم»، يقول: وأمرناكم وقلنا لكم ولهم: «اتقوا الله»، يقول: احذروا الله أن تعصوه وتخالفوا أمره ونهيه» (١).
وبَيَّنَ ربنا تبارك وتعالى أن خير الزاد الذي ينفع العبد في الآخرة هو التقوى فقال سبحانه: {وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِ يَاأُولِي الْأَلْبَابِ (١٩٧)} [البقرة: ١٩٧].
ولقد أمر الله تعالى عباده بالتقوى في مواضع شتى من كتابه المجيد، فقال -جل وعلا-: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ (١٠٢)} [آل عمران: ١٠٢].
- قال ابن مسعود -رضي الله عنه- في قوله تعالى:{اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ}: «أن يطاع فلا يُعْصَى، وأن يُذْكَرَ فلا يُنْسَى، وأن يُشْكَرَ فلا يُكْفَر».
- وعن ابن عباس -رضي الله عنهما- في قوله تعالى:{اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ} قال: «لم