للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

من كان يرجو لقاء ربه … أخلص من أجله الفعالا

الخلد والنار في يديه … فرائه يعطك النوالا (١).

يقول أبو محمد سهل بن عبد الله التستري (٢): «نظر الأكياس في تفسير الإخلاص فلم يجدوا غير هذا: أن تكون حركاته وسكناته في سره وعلانيته لله تعالى وحده، لا يمازجه شيء لا هوى ولا نفس، ولا دنيا» (٣).

قال تعالى: {وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ} [البينة: ٥].

قال القرطبي في تفسير هذه الآية: «مخلصين له الدين، أي: مخلصين له العبادة، ومنه قوله تعالى: {قُلْ إِنِّي أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ اللَّهَ مُخْلِصًا لَهُ الدِّينَ (١١)} [الزمر: ١١]، وفي هذا دليل على وجوب النية في العبادات، فإن الإخلاص من عمل القلب وهو الذي يراد به وجه الله تعالى لا غيره» (٤).


(١) فيض القدير شرح الجامع الصغير، عبد الرؤوف المناوي (٤/ ٤٨٣)، المكتبة التجارية الكبرى، مصر.
(٢) سهل التُّسْتَرِي (٢٠٠ - ٢٨٣ هـ، ٨١٥ - ٨٩٦ م) هو: أبو محمد سهل بن عبد الله بن يونس بن رفيع التُستري، ولد في تُسْتُر قرب شيراز في بلاد خوزستان. كان أحد أئمة الصوفية في عصره. له أقوال في تفسير بعض الآيات جمعها أبو بكر محمد البلدي في كتاب ونسبها إليه وعرف هذا الكتاب بتفسير التستري. توفي في البصرة. الموسوعة العربية العالمية.
(٣) المجموع شرح المهذب (١/ ١٧).
(٤) تفسيرالقرطبي (٢٠/ ١٤٤).

<<  <   >  >>