للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقال تعالى: {الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ} [الملك: ٢].

- قال الفضيل بن عياض: «هو أخلصه وأصوبه. قالوا: يا أبا علي، ما أخلصه وأصوبه؟ فقال: إنَّ العمل إذا كان خالصًا ولم يكن صوابًا لم يقبل، وإذا كان صوابًا ولم يكن خالصًا لم يقبل، حتى يكون خالصًا صوابًا، والخالص أن يكون لله، والصواب أن يكون على السنة (١)، ثم قرأ قوله تعالى: {فَمَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا (١١٠)} [الكهف: ١١٠]».

يقول النبي -صلى الله عليه وسلم- لسعد بن أبي وقاص -رضي الله عنه-: «إنك لن تُخلف فتعمل عملًا تبتغي به وجه الله إلَّا ازددت به درجة ورفعة» (٢).

يقول ابن القيِّم -رحمه الله-: «لو نفع العمل بلا إخلاص لما ذم الله المنافقين» (٣).

ويقول ابن الجوزي: «فمن أصلح سريرته فاح عبير فضله، وعبقت القلوب بنشر طيبه، فالله الله في إصلاح السرائر؛ فإنه ما ينفع مع فسادها صلاح الظاهر» (٤).

ومن أَجَلِّ علامات الإخلاص:

١ - أن يستوي المدح والذم عند العبد.

٢ - وأن يقصد بعمله وجه الله والدار الآخرة.

قال الإمام ابن القيم -رحمه الله-: «لا يجتمع الإخلاص في القلب ومحبة المدح، والثناء والطمع فيما عند الناس إلا كما يجتمع الماء والنار، والضب والحوت،


(١) مدارج السالكين (٢/ ٩٣).
(٢) رواه مسلم (٢/ ١٢٥٠ ح ١٦٢٨).
(٣) ابن القيم، الفوائد (ص ٦٥).
(٤) صيد الخاطر (ص ٢٨٧).

<<  <   >  >>