للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فإذا حدثتك نفسك بطلب الإخلاص فأقبل على الطمع أولًا فاذبحه بسكين اليأس، وأقبل على المدح والثناء فازهد فيهما زهد عشاق الدنيا في الآخرة، فإذا استقام لك ذبح الطمع والزهد في الثناء والمدح سهل عليك الإخلاص» (١).

يقول شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله-: «فإن المخلص ذاق من حلاوة عبوديته لله ما يمنعه من عبوديته لغيره؛ إذ ليس عند القلب أحلى ولا أنعم من حلاوة الإيمان بالله رب العالمين» (٢).

ويقول ابن رجب -رحمه الله-: «ما ينظر المرائي إلى الخلق في عمله إلا لجهله بعظمة الخالق» (٣).

ويقول ابن القيم -رحمه الله-: «أعمال القلوب هي الأصل، وأعمال الجوارح تبعٌ ومكملة، وإن النية بمنزلة الرُّوح، والعمل بمنزلة الجسد للأعضاء الذي إذا فارق الروح فموات، فمعرفة أحكام القلوب أهم من معرفة أحكام الجوارح» (٤).

وكلما كان العمل لوجه خالصًا لله، بعيدًا عن حظوظ النفس ومشتهياتها، كان صاحبه للتوفيق أقرب وللقبول أحرى، فعلى قدر إخلاص المربي (القدوة) في أداء رسالته ومهمته التربوية، يكون التأثر والتأسي به أدعى في نفوس الناشئة وأقوى والاستجابة له أبلغ وأسرع.

ويقول ابن القيِّم -رحمه الله-: «وعلى قدر نية العبد وهمته ومراده ورغبته يكون


(١) موارد الظمآن (١/ ١١٢).
(٢) ابن تيمية الفتاوى (١٠/ ٢١٥).
(٣) ابن رجب كلمة الإخلاص (ص ٣١).
(٤) بدائع الفوائد (٣/ ٢٢٤).

<<  <   >  >>