للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أَنْهَاكُمْ عَنْهُ إِنْ أُرِيدُ إِلَّا الْإِصْلَاحَ مَا اسْتَطَعْتُ} [هود: ٨٨].

فموافقة القَول العمل فيها تأسٍّ بالأنبياء -عليهم السلام-.

وأنشد بعضهم:

يا واعظ النّاس قد أصبحت متّهمًا … إذْ عبت منهم أمورًا أنت تأتيها

أصبحت تنصحهم بالوعظ مجتهدًا … فالموبقات لعمري أنت جانيها

تعيب دنيا وناسًا راغبين لها … وأنت أكثر منهم رغبة فيها (١).

يقول الإمام أحمد -رحمه الله تعالى: «ما كتبتُ حديثًا إلَّا وقد عملتُ به» (٢).

ويقول سفيان الثوري -رحمه الله تعالى: «العلم يَهْتف بالعمل، فإنْ أجاب وإلَّا ارتحَل» (٣).

يقول الله تعالى: {أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنْسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ وَأَنْتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ أَفَلَا تَعْقِلُونَ} [البقرة: ٤٤].

قال القرطبي -رحمه الله- في قوله تعالى: {أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنْسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ} [البقرة: ٤٤]، «اعْلَمْ وَفَّقَكَ اللَّهُ تَعَالَى أَنَّ التَّوْبِيخَ فِي الْآيَةِ بِسَبَبِ تَرْكِ فِعْلِ الْبِرِّ، لَا بِسَبَبِ


(١) إحياء علوم الدين (١/ ٦٣)، والأبيات لأبي العتاهية.
(٢) رواه الخطيب في الجامع لأخلاق الراوي (١٨٤).
(٣) رواه ابن عبد البرِّ في جامع بيان العلم (٨١٣) وجاء مثله عن ابن المنكدر في اقتضاء العلم العمل (٤١).

<<  <   >  >>