والمصالح، وحتى العلاقات بين الآباء والأبناء ليست ترتقي إلى مستوى الرابطة الدينية.
ولنتأمل ذلك في النصوص التالية:
* في قصة نبي الله نوح -عليه السلام- لما دعا ابنه وقد أشرف على الغرق ناداه كما قال تعالى: {وَنَادَى نُوحٌ ابْنَهُ وَكَانَ فِي مَعْزِلٍ يَابُنَيَّ ارْكَبْ مَعَنَا وَلَا تَكُنْ مَعَ الْكَافِرِينَ (٤٢)} [هود: ٤٢]، فلما لم يستمع إلى الأب الشفيق وآثر الكفر على الإيمان وكان من المغرقين نادى نوح ربه: {فَقَالَ رَبِّ إِنَّ ابْنِي مِنْ أَهْلِي وَإِنَّ وَعْدَكَ الْحَقُّ وَأَنْتَ أَحْكَمُ الْحَاكِمِينَ (٤٥) قَالَ يَانُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ فَلَا تَسْأَلْنِ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنِّي أَعِظُكَ أَنْ تَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ (٤٦)} [هود: ٤٥ - ٤٦]، فولاية الإيمان فوق كل ولاية.
ذكر الإمام الطبري بسنده عن سعيد بن جبير أنه جاء إليه رجل فسأله فقال: أرأيت ابن نوح ابنه؟! فسبح طويلًا ثم قال: لا إله إلا الله، يحدث الله محمدًا -صلى الله عليه وسلم-: {وَنَادَى نُوحٌ ابْنَهُ}[هود: ٤٢] وتقول ليس منه؟! ولكن خالفه في العمل فليس منه من لم يؤمن.