الأقارب وذوي الأرحام والجيران، ومعاشرة عموم الخلق بالمعروف والإحسان، والأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر والصبر على المكاره، كما وصى لقمان ولده بذلك، قال تعالى: {وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ (١٧)} [لقمان: ١٧]، كما ينبغي أن يحرص الأبوان على تعليم الأبناء هدي النبي -صلى الله عليه وسلم- في شأنه كله ولا سيما هديه -صلى الله عليه وسلم- في الأدعية المأثورة والأذكار الموظفة، كأذكار طرفي النهار (أذكار الصباح والمساء) في وقتها، والأذكار الواردة في السنة، كل ذكر في وقته، وفي هذا حفظ لهم وتعويذ من الشيطان وحزبه، ويحبذ الاستعانة بأحد الكتب المعتمدة والمحققة والتي تعتمد الثابت والوارد في السنة من الأدعية والأذكار، وهي متوافرة بكثرة ولله الحمد.
وبالمقابل ينبغي تحذيره منذ الصغر من الصفات السيئة كالكذب والسِّباب، والشتائم والسرقة، والتشبه بالكفار، والتشبه بالنساء، والميوعة والانحلال، والاختلاط الآثم، والتدخين والمسكرات والمخدرات، والأضرار الناجمة عنها جميعًا، وكذلك تحذيره من كل أنواع الفساد المتفشِّية في المجتمعات، وتخويفه من عواقب اقتراف المحارم وركوبها.
واختيار الرفقة الصالحة له ليكتسب منها الخُلُق الحسن، والأدب الرفيع، والعادات الفاضلة، مع مراقبته -خاصة في سِنِّ التمييز والبلوغ- من الخلطة الفاسدة ورفاق السوء، ومصاحبة الأشرار لئلَّا يكتسب منهم أقبح الأخلاق وأحطَّ العادات وأسوأ الصفات.
ومن واجبات تربية الولد منذ الصغر أيضًا: الرِّفق به، وملاطفته، ومعاملته باللِّين والرحمة والرأفة من غير شِدَّة، لا سِيَّما من الوالدين أو من يقوم مقامهما