للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وردع المؤدَّب عما أقدم عليه من العصيان وأقوى في نفسية الفاعل (١).

٣ - أن يكون قصد التأديب بالهجر علاج المؤدَّب وإصلاحه، فإن خرج عن هذا المقصد إلى التشهير أو إذلال المؤدَّب أو إهانة كرامته، ونحو ذلك، فإنه يمنع لمضادة ذلك للمقصود من تشريع التأديب بالهجر (٢).

٤ - أن يكون إيقاع الهجر في المدة المحددة من الشارع -ثلاثة أيام-، فيما إذا تعلق الأمر بسبب حظ النفس.

وأما إذا كان الهجر لحق الله تعالى، فهو غير موقت بوقت، وإنما هو معلَّق على وجود سببه، فمتى زال السبب زال الهجر (٣).

وأما الضرب فهو وسيلة لاستقامة الولد، لا أنه مرادٌ لذاته؛ بل يصار إليه حال عنت الولد وتمرده وعصيانه، وفي مثل هذا جاءت الوصية عن الرسول -صلى الله عليه وسلم- معلمًا الأب ردع الولد: عن ابن عباس -رضي الله عنهما- عن الرسول -صلى الله عليه وسلم- قال: «علقوا السوط حيث يراه أهل البيت، فإنه أدب لهم» (٤).


(١) ينظر: الذخيرة (١٢/ ١٢٠)، وتحرير المقال (ص ٨١)، ومجموع الفتاوى لشيخ الإسلام ابن تيمية (٢٨/ ٢٠٦ - ٢٠٧).
(٢) ينظر: الفروع (٦/ ٥٦)، والإنصاف (١٠/ ١٥٦).
(٣) ينظر: معالم السنن للخطابي (٧/ ٥)، وشرح النووي على صحيح مسلم (١٣/ ١٠٦)، وحاشية القليوبي على المنهاج (٤/ ٣١٩)، التأديب بالهجر. د/ إبراهيم بن صالح بن إبراهيم التنم -شبكة الألوكة- (٢٩/ ٣/ ١٤٣٤ هـ-١٠/ ٢/ ٢٠١٣ م).
(٤) رواه الطبراني (١٠/ ٢٤٨).
والحديث: حسّن إسنادَه الهيثمي في مجمع الزوائد (٨/ ١٠٦).
وقال الألباني في صحيح الجامع (٤٠٢٢): «حسن»، وفي السلسلة الصحيحة (١٤٤٦) قال: «إسناده حسن».

<<  <   >  >>