للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وفي رواية للبخاري: «لا عقوبة فوق عشر ضربات إلا في حدٍّ من حدود الله» (١).

- قال ابن القيم -رحمه الله-: «فقوله -صلى الله عليه وسلم-: «لا يضرب فوق عشرة أسواط إلا في حدٍّ من حدود الله» يريد به الجناية التي هي حق لله.

فإن قيل: فأين تكون العشرة فما دونها إذ كان المراد بالحد الجناية؟.

قيل: في ضرب الرجل امرأته وعبده وولده وأجيره، للتأديب ونحوه، فإنه لا يجوز أن يزيد على عشرة أسواط; فهذا أحسن ما خُرِّج عليه الحديث» (٢). اهـ.

٦ - وأن يشعر الأبُ ابنَه أنه يحبه ويريد له الخير والفلاح والصلاح، وما لجأ لضربه إلا من أجل أن يصلحه ويقومه ويأخذ بناصيته للبر والتقوى.

٧ - وألا يلجأ الأب إلى الضرب إلا كما يلجأ لآخر الدواء وهو الكي.

فتربية الأولاد تكون ما بين الترغيب والترهيب، وأهم ذلك كله إصلاح البيئة التي يعيش فيها الأولاد بتوفير أسباب الهداية والصلاح لهم وذلك بالتزام المؤدبين المسؤولين وهما الأبوان أولًا، ثم من يقوم بواجب التربية والتعليم من المعلمين والمربين ثانيًا، وذلك باختيار المدارس الطيبة ذات السمعة الحسنة والتي تعتني باختيار المعلمين والمربين الصالحين عقيدة وسلوكًا ومنهاجًا، وكذلك اختيار حلق تحفيظ القرآن الكريم التي يقوم عليها الأخيار الفضلاء المشهود لهم بالعلم والفضل والديانة مع صحة العقيدة وسلامة المنهج، وهكذا في كل المحاضن التربوية والتعليمية والاجتماعية التي هي مصادر تَلَقِّي


(١) البخاري (٦٤٥٧).
(٢) إعلام الموقعين (٢/ ٢٣).

<<  <   >  >>