تنشئة صالحة، وذلك لكونه من الأساليب المؤثرة تأثيرًا فعالًا على الفرد المسلم، بإثارة وجدانه ونوازع الخير فيه، واستغلال ميوله الفطرية، فيما يفيدها ويحقق سعادتها وسرورها واجتنابها لما يؤذيها، ويكون مصدر شقائها وآلامها، فلا عجب أن يستفيد المنهج التربوي في الإسلام من هاتين النزعتين لدفع الإنسان إلى فعل الخيرات والطاعات واجتناب الشرور والآثام.
وهناك ميزات لأسلوب الترغيب والترهيب جعلت منه أسلوبًا ذا دلالات تربوية واضحة ذكرها النحلاوي (١).
ويمكن إجمال هذه الدلالات التربوية فيما يلي: يعتمد أسلوب الترغيب والترهيب على الإقناع والبرهان، فليس من آية أو حديث نبوي فيه ترغيب أو ترهيب بأمر من أمور الآخرة، إلا ولها علاقة أوفيها إشارة من قريب أو بعيد إلى الإيمان بالله واليوم الآخر على الغالب، أوفيها توجيه خطاب إلى المؤمنين. …
وهذا معناه تربويًّا أن نبدأ بغرس الإيمان والعقيدة الصحيحة في نفوس الناشئة ليتسنى لنا ترغيبهم في الجنة وترهيبهم من عذاب النار وليكون لهذا الترغيب والترهيب ثمرة عملية سلوكية.
يكون أسلوب الترغيب والترهيب مصحوبًا بتصور شائق للجنة ونعيمها أو بأسلوب فيه تخويف وترهيب من النار وعذابها، كل ذلك بأسلوب واضح يفهمه الناس جميعًا، لذلك يجب على المربي أن يستخدم هذا الأسلوب ويقربه إلى أذهان الناشئة بما يناسب عقولهم وأذهانهم.
(١) النحلاوي (١٩٧٩) (٢٥٨ - ٢٥٩) أصول التربية الإسلامية وأساليبها -ط ١ - دار الفكر- دمشق.