يعتمد أسلوب الترغيب والترهيب على إثارة الانفعالات وتربية العواطف الربانية، وهذه التربية الوجدانية مقصد من مقاصد الشريعة الإسلامية:
كعاطفة الخوف من الله التي أمر بها في قوله تعالى: {إِنَّمَا ذَلِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءَهُ فَلَا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (١٧٥)} [آل عمران: ١٧٥].
ومدح عباده الذين يخافونه ووعدهم بالثواب العظيم قال تعالى: {وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ (٤٦)} [الرحمن: ٤٦].
بل أمر أن ندعوه خوفًا من عذابه وطمعًا في ثوابه قال تعالى: {وَلَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلَاحِهَا وَادْعُوهُ خَوْفًا وَطَمَعًا إِنَّ رَحْمَتَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ (٥٦)} [الأعراف: ٥٦].
وعلى تربية هذه العاطفة الربانية بنيت كثير من العبادات والمعاملات، كالنفع في البيع والشراء ورعاية اليتيم، وحسن معاملة الزوجة، والعدل بين الأولاد فكل من خاف ربه كان إنسانًا فاضلًا عادلًا في سلوكه و معاملاته، ومن لم يستحِ من ربه يفعل ما يشاء بلا ضابط ولا وازع.
وكصفة الخشوع: ومعنى الخشوع: التذلل والخضوع والشعور بالانقياد والعبودية لله تعالى، وهو ثمرة الخوف من الله والتي ينبغي أن يستشعرها المربي فتنتقل إلى طلابه، أو أبنائه بالاكتساب والانفعالية، والاقتداء به والمحبة له، وكما أن في النفس عواطف سلبية ترافق التربية بالترهيب كالخوف والخشوع، كذلك في النفس عواطف إيجابية ترافق التربية بالترغيب، ومن أهمها:
أ- المحبة: وقد فطر الإنسان منذ طفولته على الميل إلى أن يحب وأن يكون