ولذا فقد تمثلت عظمة الإسلام ومبادئه الخالدة في عنصر الثبات والخلود، وعنصر المرونة والتطور معًا، مما جعله صالحًا لكل زمان ومكان.
فالثبات على الأهداف والغايات أضفى القدسية والاحترام على مبادئه، وأدخل الطمأنينة على نفس معتنقيه، والمرونة في الوسائل والأساليب أضفت الحيوية واستيعاب المستجدات في الشؤون الدنيوية، والعلوم التجريبية.
فمثلًا الشورى والحكم بالعدل من الثوابت، أما الوسيلة فمتروكة للاجتهاد كما تبين آنفًا.
والتطور والثبات ملائمان لسنن الله في الكون وفي الفطرة الإنسانية، فإن فيهما الثبات الدائم والمتغير المتحول.
وبهذه الخصيصة تستطيع الأمة الإسلامية أن تستمر وترتقي في مدارج التقدم مع المحافظة على قيمها وعقائدها وأخلاقها (١).
(١) وينظر هذه الخصائص وغيرها في: معالم الثقافة الإسلامية للدكتور عبدالكريم عثمان ص (٨٧) وما بعدها (ط ٣) الرياض، مؤسسة الأنوار (١٣٩٩ هـ-١٩٧٩ م)، ولمحات في الثقافة الإسلامية. لعمر عودة الخطيب (ص ٦٣) وما بعدها، مؤسسة الرسالة، بيروت، الطبعة: الخامسة عشرة (١٤٢٥ هـ-٢٠٠٤ م).