للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

في أداء الطهارة والصلاة وإتمامهما على الوجه المشروع، بمثل حديث عثمان -رضي الله عنه-، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: «ما من امرئ مسلم تحضره صلاة مكتوبة فيحسن وضوءها وخشوعها وركوعها؛ إلا كانت كفارة لما قبلها من الذنوب ما لم تؤت كبيرة، وذلك الدهر كله» (١).

- وبمثل حديث أبي أيوب -رضي الله عنه-، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: «من توضأ كما أُمِرَ وصلى كما أُمِرَ غُفِرَ له ما قدم من عمل» (٢).

ليصبح هذا الترغيب من الحوافز الدافعة للأبناء على إتمام الطهارة وإحسان الصلاة طاعة لله وطمعًا في ثوابه.

وقد بَيَّنَ الله -سبحانه- في كتابه أن فلاحَ المؤمنين متعلق بخشوعهم في صلاتهم، فقال تعالى: {قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ (١) الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ (٢)} [المؤمنون: ١ - ٢] ولا شك أن الخشوع روح الصلاة.

يقول ابن القَيِّم -رحمه الله-: «فمَن فاتَه خشوع الصلاة، لَم يكن من أهل الفلاح، ويستحيل حصولُ الخشوع مع العَجَلة والنقر قطعًا، بل لا يحصل الخشوع قطُّ إلاَّ مع الطمأنينة، وكلَّما زادَ طمأنينة ازدادَ خشوعًا، وكلَّما قلَّ خشوعه، اشتدَّتْ عَجَلته؛ حتى تصيرَ حركة يَدَيه بمنزلة العبث الذي لا يَصحبه خشوع ولا إقبال على العبوديَّة، ولا معرفة حقيقة العبودية.


(١) رواه مسلم (١/ طهارة/ ٢٠٦/ جـ ٧)، وأحمد في مسنده (٥/ ٢٦٠) بنحوه، ورواه البيهقي في سننه (٢/ ٢٩٠).
(٢) رواه أحمد، والنسائي، وابن ماجه، وصححه ابن حبان في صحيحه، وصححه الألباني في صحيح الجامع (٦١٧٢).

<<  <   >  >>